لا يمكن لأحد أن ينكر أنه قد تعرّض لخدعة ما، بغض النظر عن نوعها وصدّقها وعمل بها واكتشف في النهاية أنها محض خدعة ولا أصل لها.
مر وقت طويل وأنا أؤمن بما يدعى multitasking، ثم اكتشفت أنني أخدع نفسي وتراجعت جودة عملي وحتى دراستي، ولفترة طويلة وأنا أفعل ذلك.
مع أنّ ثقافتنا الشعبية نقول: لا يمكنك حمل بطيختين في يد واحدة، فكيف بالتعلّم والقراءة التي تحتاج إلى تركيز.
شاركوني خدعا مررتم بها وصدقتموها في فترة ما؟
نعم فالهرمية كانت ولا زالت خدعة كبيرة ممرت بها في مرحلة ما من حياتي.
وقعت صديقتي ضحية لذلك أيضا وكانت تستقطبني للدخول، لكنني رفضت ليست لأنني كنت واعية بل لأنني لم أكن أملك المبلغ المطلوب للانخراط.
لكن السيء هو أن هناك فتاة أخرى غرقت في الديون وأصبحت مهددة بالقتل من المديونين، ولم تخرج من تلك الدوامة حتى باع والدها سيارته لأنها قررت أن تنتحر.
التسويق الوهمي هذا راح ضحيته الكثير فهو ليس مجرد خدعة بل احتيال كبير.
بالإضافة إلى ما تذكرينه يا دليلة في هذا الصدد، فإن خدمة المال السهل أو Easy Money أيضًا كانت واحدة من الخدع التي واجهتها في صغري، والتي انطبت عليّ كخدعة سخيفة للغاية، ثم أدركت بعدها أن أي مستوى من التربّح مهما كان يبدو تافهًا أو سهلًا فهو يحتاج إلى جهد حيقي وفعلي، حتى وإن لم نتفق مع الطريقة التي يتربّح بها الشخص. لذلك أرى أن خدمة المال السهر واحدة من أقبح الخدع المعاصرة التي تودي بجهود وعزيمة الكثير من الشباب.
خدمة المال السهل أو Easy Money
هذا ما كان يسمى في الغرب self-made Belioner، والتسويق للكثير من الأشخاص الذين وصلوا الثراء في عمر صغير مثل مؤسس فيسبوك.
ما جعل الكثير يؤمنون بهذه الخدعة ويقتلون أنفسهم لتحقيق الثراء وفي النهاية يلومون أنفسهم ويعتقدون أنهم فاشلين.
في حين هناك وسط وبيئة مختلفة، وامتيازات فمن ولد بجواز سفر كندي ليس كمن ولد في سوريا.
شتان بين مفهوم ال easy money و self-made billionaire، فالأخير يعني أن الشخص صنع ثروته بجهده وبدأ من الصفر بغض النظر عن مجال عمله ولم يحصل على ماله من خلال إرث.
صحيح، لكن حتى ذلك الذي صنع ماله وثروته من الصفر لديه امتيازات قد لا تحصل معنا أبدا.
كما ذكرت قوة البلد ومكانته الاقتصادية وقوة عملته.
علينا أن لا ننسى أن هناك اختلاف بين البشر ولا يمكن تطبيق نموذج من السلكون فالي على ولاية في الجزائر مثلا.
التعليقات