من حين لآخر أستمتع بقراءة بعض الكتب في اللغة العربية فأود مشاركة بعض الملاحظات اللطيفة والمميزة لبعض الآراء التي قابلتها:
ربما من اول الآراء التي واجهتني كان بحث بسيط من ٢٠ صفحة يتحدث عن ياء المتكلم في حالة النصب في اللغة العربية واختلافها عن ياء المتكلم في حالة الجر، حيث تقول الآراء النحوية الشائعة ان الاصل في ضمير المتكلم المتصل في حالة الجر والنصب هو ياء المتكلم وفي حالة النصب تُضاف نون تسمى نون الوقاية لتقي الفعل من الكسر وامور اخرى مثل الخلط بين الفعل والاسم ...الخ، بينما البحث الذي قابلني وهو رأي وجدته يتكرر عدة مرات في عدة أماكن وهو ان ضمير المتكلم في حالة النصب أصلا "ني" إعتمادً على كونه ضمير نصب للمتكلم مشهور في اللغات السامية وعلى ان الظاهر هو ان الضمير ني بينما الباطن هو محاولة التكلف في تفسير وجود النون ليكون الاصل واحدًا في محاولة للتبسيط والاختزال الذي تتسم به الفلسفة البشرية عامة منذ ان وجدت تقريبا.
أحد الآراء الأخرى التي وجدتها كانت دراسة باسم"قواعد النحو العربي في ضوء علم اللغة الحديث" حيث اهتم فيها الدكتور "حازم علي كمال الدين" بظاهرة البناء وخصوصًا الكلمات المنتهية بحروف "ا و ي" وبدأ دراسته بحديث عن منهج النحاة العرب في التعامل مع اللغة وعلى انه منهج اهتم بالمكتوب اكثر من الملفوظ والمنطوق، واهتمامه هذا بالمكتوب اوقعه في عدة مشاكل اولها عدم القدرة على التفرقة بين حروف "واي" عندما تأتي كحروف مصمتة وتنطق مصمتة قابلة للتحرك بالضمة والفتحة والكسرة وعندما تأتي كحركات طويلة -ضمة طويلة وفتحة طويلة وكسرة طويلة- مثل قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان، والقاضي محمد.
وأعتمد في دراسته على استخدام نظام الكتابة بالحروف اليونانية -مضاف اليها حروف مخترعة ومن لغات اخرى- المستخدم عالميًا في الدراسات اللغوية وتحليل الكلمات باستخدامه لتبيان مواضع مهمة وتقنيات مهمة مثل: الاختصار الكمي، والاعتماد على هذه التقنيات كتفسيرات افضل للظواهر الإعرابية في النحو العربي وخاصة البناء، وتنقسم الدراسة لجزأين وهما الجزء النظري والجزء العملي، ففي ١٠٠ صفحة يشرح الكاتب منهجه وينظر لأفكاره وفي باقي الكتاب -٣٠٠ صفحة تقريبا- يطبق افكاره على الكثير من الظواهر النحوية مثل اعراب الضمائر والحروف واسماء الاشارة والافعال والاسماء الخمسة، وينهي الدراسة ببضعة صفحات يشرح فيهم بعض المعلومات في الدراسات اللغوية الحديثة.
ثالثًا أفكار وآراء الدكتور شوقي ضيف التي ظهرت مع تحقيقه لمخطوطات "الرد على النحاة" لابن مضاء، وكتبه تجديد النحو وتيسيرات لغوية، والفصحى المعاصرة، وما تضمنته كتبه -اختص الكتاب الاول بالذكر حيث افرد فيه ما يقرب من ١٠٠ صفحة للتنظير لافكاره- من اتجاه نحو تبسيط النحو وازالة بعض التعقيدات مثل آرائه عن كان واخواتها وانها افعال عادية واسمها فاعلها وخبرها هو حال -وهو رأي أؤيده جدًا صراحة- وآراءه حول كاد واخواتها والغاء اعرابها الخاص وضمها لباب المفعول به، والغاء فكرة ان ظن واخواتها اصلها المبتدأ والخبر -معه حق صراحة لم أستفد منتلك المعلومة طوال حياتي، حذف باب التنازع والاشتغال، وله آراء كثيرة يميل فيها لنحاة الكوفة
أما آرائي الخاصة التي توصلت اليها من الكتب التي قرأتها بعضها في اللغة العربية مثل علاقة نصب الفعل المضارع وجزمه بالمعنى الذي يضيفه الجزم والنصب على الفعل وعلاقة ذلك بشكل الفعل واقترابه من شكله في حالة الماضي او الامر وما شابه ذلك، وبعض الافكار حول اللغات بشكل عام ومشكلة الحروف التي تستبدل بعضها بعضا لا بين اللغات التي من اصل واحد فقط بل بين لهجات اللغة الواحدة واشهرهم حرف ال ض وال ظ وبالتالي ال د وال ذ، وتشابه اللغات في بعض الكلمات الاساسية مثل الاب والام والأرض وقرب المجتمع العربي القدديمة من كونه مجتمعًا أموميًا اعتمادً على الفاظه، وافكار في العامية المصرية واقترابها من لغات اليمن القديمة واقتراب الاخرى من اليهودية، وبعض الافكار حول بنية التراكيب الاسمية والفعلية في اللغة الالمانية، واسم الاشارة ذا وتي في اللغة العربية والعلاقة الممكنة بينهم وبين ادوات التعريف في الالمانية والانجليزية والكثير والكثير من الافكار الطفولية.
وفي النهاية أقترح عليك كتاب "النحو العربي أحكام ومعان" مع كتاب "الاعراب الميسر" كأفضل كتابين حديثين في النحو للمبتدئين والمتقدمين.
التعليقات