الجذور الآرامية للقرآن القديم - سنابات لؤي الشريف - YouTube
الرجل تعجل في أحكامه، ولم يطلع كثيرًا في المسألة. نعم الآرامية والعبرية والعربية من اللغات السامية الوسطى والتي هي من السامية الغربية، كما يبين هذا المخطط
كما ترى فاللغات السامية الشمالية الغربية(الآرامية، والكنعانية، والأوغاريتية) بنات عم للعربية، واللغات العربية الجنوبية(الحميرية، والسبأية، والمعينية،...) بنات عم أخر. فالعربية تقترب في نظامها الصرفي من السامية الشمالية الغربية، وفي نحوها من الجنوبية. إلا أن جموع التكسير تشاركها فيها اللغات الجنوبية لا الشمالية. فلذلك كان تصنيف اللغة العربية بين اللغات السامية صعبًا، فوُضعت في تصنيفها الخاص.
وقد أخطأ حينما قال أن العربية والعبرية لهجتان من لهجات اللغة الآرامية. فهذا غير صحيح من جميع النواحي، ولم أسمع أحدًا من علماء الساميات قال بهذا. فالآرامية والعربية تعاصرتا، والعبرية والآرامية تعاصرتا أيضًا، فاليهود كانوا يتحدثون العبرية، ثم انتقلوا ليتحدثوا الآرامية، فعيسى عليه السلام كان يتحدث الآرامية مع أنه إسرائيلي. فكيف يمكن أن تكون العبرية لهجة خرجت من رحم الآرامية، وينتقل اليهود من التحدث بها إلى الآرامية! فالعبرية لهجة كنعانية والآرامية عمة العبرية. وأما لهجات الآرامية فهي معروفة، وأشهرها السريانية. ثم هناك نقطة هامة أغفلها وهي أن العربية هي الأقرب للسامية الأم، لمحافظتها على معظم الأصوات السامية ولم يسقط إلا حرف واحد، وكذلك حافظت على الخصائص النحوية مثل الإعراب، والتنوين، وغيرها. وهذه لا نجدها في الآرامية، ولكن نجد بقاياها فيها. فكيف تكون العربية لهجة آرامية في حين أن فيها خصائص نحوية من السامية الأم لا نجدها في الآرامية! وبسبب محافظة العربية على كل هذه الخصائص، قرر علماء الساميات الاعتماد عليها لإعادة بناء السامية الأم.
أما عن الكلمات الآرامية في القرآن، فلا خلاف في ذلك. ففي القرآن كلمات من اللغة الفارسية كسندس واستبرق، وفيه من الأثيوبية كمشكاة، وفيه من العبرية والآرامية وغيرها من اللغات. فالعربية كانت لغة تقترض من اللغات الأخرى، وكان الاقتراض من الآرامية أسهل، لقربها صرفيًا من العربية فهي لغة سامية فيها النظام الثلاثي للجذور. ولكن يبقى السؤال الأصعب، معرفة هذه الكلمات. إذ إن تأثيل الكلمات غير السامية في العربية سهل لاختلاف بنيتها الصرفية، أما تأثيل الكلمات السامية غير العربية فأصعب لتشابه بنائها الصرفي. فيقوم علماء الساميات بمحاولة رد الكلمات إلى جذورها الحضارية. فمثلًا يتوقعون أن الجذر ز-ر-ع وُلد في الأكدية، لغة أهل العراق؛ إذ إن الزراعة ظهرت في العراق. ويتوقعون أن كثيرًا من الكلمات الإبراهيمية أتت من اللغتين العبرية والآرامية، ونجد هذا واضحًا في أسماء الأنبياء والملائكة. ونحاتنا يسمونها أسماء أعجمية والعرب تمنعها من الصرف.
أما قوله أن ٨٥٪ من القرآن آرامي! فهي مبالغة مضحكة، ولا تعقل. إذ لو كان كذلك، لأصبحت اللغة الآرامية لغة مفهومة، يستطيع كل عربي فهم نصوصها، وأؤكد لك أن الأمر ليس كذلك. أما إسماعيل، فالأقرب أنه لم يتكلم لا العبرية ولا الآرامية بل لغة أهل العراق الأكدية، لغة أبيه إبراهيم. أو الكنعانية عندما انتقل إبراهيم إلى فلسطين.
الرجل، انبهر بتقارب اللغات، فظن أن هناك علاقة أمومة بينهما، وظن أن الآرامية هي الأم لأنها اندثرت! ولكنهن خوات.
من المعلوم تشابه كثير من اللغات في بعض الكلمات ولا يعني وجود هذا التشابه إنحدار اللغة منها.
مثال: قمنا الآن بتعريب مصطلح Bank إلى "بنك" وليس مصرف وتم إعتماده ودمجه بكلمات اللغة وعلى هذا عدة كلمات فهل يأتي المُتأخرين وينسبوا إنحدار اللغة العربية إلى الإنجليزية؟ التشابة في كثير من الكلمات في العديد من اللغات أمر طبيعي، وعلى شاكلة هذا الفيديو يُمكن أن يخرج لنا كل دارس للغة معينة لينسب لغة إلى لغة آخرى بكل سهولة، مسألة إنحدار اللغات تحتاج دراسة عميقة للغات والتاريخ والثقافات وأُمهات كتب اللغة.
أغلب ما ذكره صاحب المقطع ليس جديداً علي فقد بحثت في هذا الموضوع و وجدت بعض الأمور التي تبدو غريبة بعض الشيء.
وجدت من يقول أن العربية لهجة من السريانية التي هي لهجة من الآرامية و يفسر القرآن على هذا الأساس ، فمثلاً تفسر الحور العين أنها العنب الأبيض الناضج ، و يفسر "الخمار" في آية الحجاب أنه الحزام الذي يوضع على الخصر.
التعليقات