مرآة لوجه آخر
حدقت للمرآة ساكنة
لم أعرف من أكون
روحي تسأل من أنا
و قلبي تقتله الظنون
أرى وجها أظنه أنا
كادت لا تعقله العيون
صقله الزمن غير ملامحه
و كأنها حفرت تفاصيله القرون
بقيت أحدق ساهمة
و المرآة يلفها السكون
سألتها ترى من أكون ؟
قالت لي : هذا وجهك الآخر
و أنا أكشف ما بداخله مكنون
هذا عمرك الغابر
و هنا سرك مدفون
تحت تراب السنين
الحقيقة بداخلك لكنك تتجاهلين
و روحك بداخلي و أنت لا تدركين
الروح هنا و الجسد هناك
فلما و مما تهربين
نظرت لها أجبتها و الأنين
إني أهرب من الزمن اللعين
من قدري الحزين
فلن يغيره أحد
أريد الهروب إلى الأبد
فالروح صارت تنكر هذا الجسد
لأنها تريد غير ما يريده
فلن ألومها إن معه لم تتحد
فلما البقاء و القلب قد تعب
و المشاعر فيه باتت تضطرب
رويدا رويدا منه تبتعد
فلم يبقى لي شيء يشرق وجهي
سوى بروق الألم فيه ترتعد
ذبلت نظراته و كساه الشحوب
يا مرآتي إني أستسلم
مثل جبل ثلجي يذوب
فلا تسأليني لما الهروب
كيف لي من الخطايا أتوب
فالقلب على الخطيئة نادم
و الجسد مع الروح متخاصم
اسأليني لما ..
في عيوني دمع متراكم
يجيبك الدمع
اسأليني لما ..
في قلبي وجع متلاحم
يجيبك الوجع
اسألي عيوني اسألي قلبي
لما يغلفهما الندم
ألم .. ألم
فشبابي أكله السقم
و شربت منه الهموم
و داخلي غزاه العدم
و جوارحي تأبى تلتئم
و الروح هربت من جسد
في عزّ شبابه قد هرم
بقلم الشاعرة : مرابط رفيقة