و قوافل الشيطان جاءت تحمل ،
ُبأس اللئيم لحربه الشعواء،

و تجمعوا من كل ناحية كما،
ُيتجمع الخلطاء و الندماء،

جاءوا بكل كريهة من نفسهم،
ُافكا ،ضلالا ، دونه البغضاء،

و تحزبوا مستأسدين ببعضهم،
ُمثل الضباع ، فكلهم جبناء،

الأرض إن قالت ستشهد أنهم،
ُفي كل عهد نكبة و بلاء

أما العروبة ،قد سقاها مثلنا ،
وَهَنٌ بغيضٌ مَسَّهُ استعلاء ،

و أضلنا من طول عمرٍ أننا،
ُقومّ ضعافٌ قادهم سفهاء.

حكموا البلاد بطولها و بعرضها،
ُنصبوا الجيوش لقومهم أعداء،

سكنوا القصور تَسَيُّداً و تنعما،
ُقد غرهم في الحكم طول بقاء.

يتناحرون فلا تراهم جُمِّعوا،
ُإلا لجعل شعوبهم أشلاء،

لو حَدَّثوا كان الحديث مطيةً،
ُللذل و العجز السقيم سواء.

الداء فيهم إذ تولى هاربا،
قد مسه منهم عَيَاً و عناء.

ياليتني ما كنت يوما هاهنا،
تلك الحياة شهية غناء،

كم ضللتنا بالنعيم و زيفه،
حتي أصاب القلب منها رياء،