قصيدتي عن" الطيبة" من بحر الوافر
قصيدة رائعة يا خالد، ذكّرتني بأبيات معبرة للإمام الشافعي إذ يقول فيها:
- إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكلُّفاً فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا.
- دَعِ الأيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ.
إنه لزمان غريب، أصبحت الطيبة فيه نادرة، لكن الخير باق في هذه الأمة إلى يوم القيامة بإذن الله.
جميل جدا هذا البوح الشعري منك أخي ياسر، أعتقد أنك تملك ذائقة شعرية متفردة. كما أن لك اطلاعا واسعا في مفاهيم الشعر و تجلياته، خاصة و أنك تستحضر أبيات الشافعي للتعبير .
ابيات جميلة يا خالد احييك عليها.
لكن ها هو ذا السؤال يأتي مخاتلا كالعادة: مم نأسف على وجه الدقة، أنأسف على أنفسنا أم على الزمن؟ أما والله لا أرانا إلا كما قال المتنبي نريد من زمننا أن يبلغنا ماليس يبلغه من نفسه الزمن، ليس فخرا ولا عظمة وكمالا فقط ، بل خلقا وطيبة وإنسانية.
شكرا خلود، على الذائقة الأنيقة.
بالنسبة لمسألة التأسف ، فهي متشابكة حتما ، التأسف جزء من النضج أو الوعي . و يقترب من الاعتذار للذات عادة .
ما يخلق التأسف هو مفهوم المفارقة، بين ما هو كائن و ما يجب أن يكون. و قد ذكرت ما قاله المتنبي خلود . و هو يسير في نفس الاتجاه تماما، أعتقد أن الشاعر يشبه صائغ المجوهرات ، يحول المعدن الصلب إلى نفائس تعجبه قبل أن تعجب الناس، و قبل هذا و ذاك يشحنها بتعابيره ودلالاته التي لا يستطيع الكشف عنها بصورة تلقائية.
البحر الذي إستعملته هو أحد أبحُر الشعر العربي، وأطلقت عليه تسمية الوافر لتكرار تفعيلة مفاعلتن في كل شطر من البيت الشعري، الشعر والأدب العربي ليس من إختصاصي الجامعي، لكني أحب هذه اللغة وشعرها وحينما ذكرت بحر الوافر تذكرت دروس الثانوية فبحر الوافر على وزن تكرار "مفاعلتن مفاعلتن" في الصدر والعجز من كل بيت.
التعليقات