كاذبٌ من أخبركِ أني ما عدتُ لِلُقْياكِ

ما عرف القلبُ قَبْلَكِ مِن أحدٍ ولا مِن بَعْدِكِ يَعْرِفُ

سُبحَانَهُ وتَعَالى جَلّ مَن سَوَّاكِ 

جَمَالُكِ جَذَبَ الرياحينَ مِن بعيدٍ إليكِ 

نوركِ أضاء مِن البعيدِ إلى القريبِ

و ما مِن قريبٍ سوى ظُلماتُ الليلِ 

أما البعيدُ فهو قلبي فاجعليه منيراً

 كما تفعلين في ظلماتِ الليلِ خَرِيفاً

كيف سَوَلَت لكِ نفسكِ سَرِقَةَ عَزِيزَيَّ

 وما هُمَا إلاّ رُوحِي و فُؤَادِي 

وَلَو عَرَفَ العِدا سَمِيُكِ لَحَارَبُونِي بِهِ و أنَّا أمَامَ حَرْفٍ مِنْهُ هَاوٍ 

تَتَجَمَعُ كُلُّ كَلِمَةٍ في فَمِي وَ أُحَدِثُ بِهَا المَأمُونَ عَلَّى عَرْشِهِ

وَ أمَامَ وَجْهِكِ تَفْرُطُ كَلِمَاتِي كَعِقْدِ لُؤلُؤٍ انْحَلَّ مِنَ رِيحِ المَسَاءِ

مَا تُرِيدُ رُوحِي إِلاَّ رَاحَتَهَا .. وَرَاحَتُهَا فِي غَزْوِ مَلَكَاتُكِ غَزْوا

عَادَ الشَوْقُ يَعْدُو عَدْوا .. شَبِيهُهُ أَمْوَاجُ البَحْرِ فِي الشِتَاءِ 

فِي رُؤْيَاكِ الوَجْدُ وَ المَجْدُ .. فِي غِيَابِكِ الضِيقُ وَ القَلَّبُ 

سَطَّرَ التَارِيخُ فِي سِجِلٍ مَا جَاءَ بِهِ قَيْسٌ قِبْلَةَ عَامِرِيَّتَهِ لَيْلَى

وَ لَنَا عِبْرَةٌ فِي ذِكْرَى مِغْوَارِ بَنِي عَبْسٍ فِي غَرَامِهِ ابْنَةَ المَالِكِيَّةِ 

فَ دَعِ الغَرَامَ إِنَّ أَهْلَهُ أَحَقُ بِهِ .. وَ أَنْتِ نِعْمَ الأَهْلُ وَ السَكَنُ 

تَنَازَعْنَا ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى شَئٍ بَدَا ظَاهِرُهُ لِي مَقِيتاً ، وَ كَانَ لَكِ بِمَثَابَةِ الحَيَّاةِ

تَتَقَلَّبُ رُوحِي دَاخِلَ الجَسَدِ ، كَتَقَلُبِ النَائِمِ فَوْقَ فِرَاشِهِ مَا يُزْعِجُهُ سِوَى الضَوضَاءِ 

هَكَذَا هِيّ حَيَّاتِي تَغْدُو هَادِئَةً بِجِوَارِكِ ، عَنِيفَةً وَ مُتَقَلَبَةٍ فِي غَيْرِ جَارِكِ

عَنَفَتْنِي نَظَرَاتُكِ فَمَازِلْتُ أَذْكُرُهَا مُعَذَبَا مُتَخَطَفاً ، مُتَسَاقِطاً ، مَقْبُورَا 

 إِحْسَاسٌ لاَ أَتَمَنَاهُ لِأَلَدِ أَعْدَائِكِ ، فَعَدُوُكِ عِنْدِي مِنَ الأَعْدَاءِ 

نَبْضُ قَلْبِي عَصَفَ بِرِيحِ العَنَاءِ ، تَتَخَطَفُهُ الطَيْرُ كَأَنَهُ قَشَةٌ سَقَطَتْ مِن عَرَبَةِ الإِشْتِيَاقِ

فَمَالَ الحَالُ .. مَا لَكِ ؟ قَدْ نَسِيتِ مَا هَلَكَ الفُؤَادُ غَيْرُ المَالِ ..و السُلْطَةُ الحَقُ فِي الوَفَاءِ

فَمَا زِلْتُ أَشْكُو حَالِي في خُطَبِ شِعْرٍ .. وَ مَا وَصَلَكِ مِن شِعْرٍ قَدْ أَعْجَبَكِ فَهُوَ شِعْرِي 

لَسْتُ أَنَا بِكَاتِمِ نِعْمَةٍ قَدْ أَنْعَمَ بِهَا عَلَيّ الإِلَهُ .. إِلاَّ نِعْمَةُ حَدِيثٍ مُتَوَاصِلٍ مَعَكِ لاَ مَعَ مَنْ سِواكِ

لَسْتُ بِرَاجٍ مِنْكِ عَدَاوَةً وَ لاَ بَغْضَاءَ .. لَكِنْ صِلِ مَا قَطَعْتِ مِنْ فِرَاقٍ وَ لاَ تَحْظُرِي فِكْرِي مِنْ غَيْرِ سُؤَالِ