هذه القصيدة مهداة للأمهات الذين ربو وزرعو أبنائهم تحت التراب لينبتوا في عرش الرحمن

إلى كل أم شهيد كل عام و أنتن الخير في كل عام

خبي دموعك لا تبكي إن ارتحلوا

فمن دموعك خلق السهل و الجبل

ولملمي الصبر احزانا مشتتة

على الشبان.. بهاء ضله الوصل

ورصعي الكفن ريحانا ولا تبكي

ولا تنوحي بما حالوا وإن رحلوا

واعتصري الفلك ريحيا في تجلله

وجد الأغاني و سقيا الخمر و الثمل

إني ﻷقتل من عينيك إذ دمعت

انت التي ربيت فاستشهد البطل

شائوا التمكن في حزن لك فرنا

كما يرنو في أثغارك الأمل

أنت الوحيدة لكل في الوجود فإن

وميت قولا عميقا قولك السبل

والبر فيك يعيش صابر أمدا

فيك البرايا كصون ضنه الأجل

دمعت للولف دمعا والمنار بدا

وردا فأزهر في بنيانك الوصل

و كنت في مجلس الألهام صابرة

مدى التكتم فأقتدى بك الأمل

و كبر الحلم هدفا تفرحين به

وبات ينتابك التزيين و النفل

فأنقذي النبض مما صابه هدئت

به البلايا بحزن نابه الثمل

أنت الرقيقة ﻷ ارضى تجمرها

وإن تزيد في ايامك السلل

يا أمي أنت الروح في جسدي

فكيف ارضى بأن يختالك الزعل

ما عدت أنساك إلا روضة جمعت

باع المحامد فأنساقت لها الطلل

تخلصي من زفير الدمع و انتصبي

فأن حبك أدمى قلبي الهزل

ربيت أنت في جوف القلب طهر

يرمد الماس إن زلوا و إن حملوا

كوني طول الدهر زهرا ريحه عطر

من الضياء فإن الحلم مقتبل