من المعلوم لدى الجميع .. ان الضغط يولد الإنفجار .. وإن كان هذا قانون فيزيائي بالدرجة الاولى , الا أننا نستطيع أن نلقي بظلاله على طبيعة النفس البشرية , فكذلك الإنسان على إختلاف طاقات الصبر المتباينة بين إمرءٍ وآخر , الا أن لكل إمرءٍ في النهاية حد ينفجر فيه .. سيدنا نوح بعد 950 سنة من الصبر فجر بدعائه الأرض كلها بطوفان عظيم , إذا حتى الأنبياء وهم أرقى البشر ينفجرون غضباً , فما بالك في أبناء جيلينا الحالي وأنا منهم ؟ مع كل ما يقع على عاتقنا من دراسة أو عمل أو حتى معايير مثالية مفروضة , بالإضافة لصور وألوان الواقع المرير , نصل لمرحلة وسأتحدث عن نفسي اكون فيها راغباً بالصراخ وتكسير كل شيئ حولي بل وحتى الرغبة في الإعتداء على الآخرين , ولكن لهمجية مثل هذه الافعال يلجئ المرء بعد تحكيم عقله في النهاية الى كبت كل غضبه , ... وهنا محور سؤالي .. ما هو التأثير الحاصل على كبت الغضب والضغط ؟؟ وما هي أسوأ الأمور التي قد تنتج عن كبت الغضب أو الضغط ؟ وما هي سُبل معالجة هذه المشكلة .. بمعنى آخر وكما ذكرت أعلاه , كيف أدع هذا الضغط يولد إنفجارً هادئ ولطيفاً دون أن أؤذي أحد أو أؤذي نفسي أو حتى تحطيم الأشياء التي قد أضغط نفسي من اجل العمل لشرائها!!
الضغط يولد الإنفجار ولكن لو كُبت هذا اللإنفجار ما هو التأثير السلبي الذي سيحصل للإنسان وكيف من الممكن الإنفجار بهدوء ؟
بصراحة لا يمكننا الهروب من الغضب و لكن يمكننا التحكم فيه حتى الرسول صلى الله عليه و سلم قال «ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»، و يمكن التعامل مع الغضب والضغط النفسي بشكل فعال و لكل إستراتجيته في هذا التعامل من بينها التفكير الإيجابي وممارسة التأمل والاسترخاء لتهدئة العقل والجسم، وممارسة الرياضة لتحرير التوتر، و حتى قراءة القرآن و الصلاة أيضا لهم فوائد عظيمة في التخلص من الضغط النفسي، و الهدف هو تحويل هذا الضغط إلى طاقة إيجابية تحفز على العمل بفعالية وتحسين جودة الحياة بدلا من التفجير بطرق تؤذي الذات أو الآخرين.
بداية.....مرحبا بك بيننا يا قصي ، حللت أهلا ،نورت مساحتك .
حقيقة أجد نصك شديد الغرابة ، لاسيما مصطلح الإنفجار بهدوء!!!!!!
لماذا الانفجار أصلا، وإذا بك تريد انفجاراً بهدوء .
الضغط يا صديقي أمر لا مفر منه في الحياة الحالية، فالحياة والضغط وجهان لعملة واحدة، لكن الضغط لا يعني حتمية الانفجار، بل يمكن أن يتم تطويع الضغط ليكون عاملا خلاقا وانتاجيا، ويمكن أن يتم التعامل معه كمجرد حالة عابرة، ويمكن ايجاد مئات الطرق لتنفيسه دون الاضطرار لكبته، ما يولد الانفجار ليس الضغط، بل الكبت، طبعا هذا بمعطيات علم النفس وليس قوانين الفزياء، فالامران مختلفات تماما.
انا شخصيا أفرق في حياتي بين الأشياء التي لدي عليها سيطرة كاملة والأشياء التي ليس عليها سيطرة كامله، فمثلاً الأشياء التي لدي عليها سيطرة كاملة مثل:-
- العمل بكل ما يخصه من مواعيد وظروف وزملاء؛ فلو سبب الضغط العمل، انا استطيع وضع حدود للعمل ولزملاء العملل لا يتخطوها، واستطيع تغيير العمل والبحث عن عمل آخر، وانا اصلا من انصار التوازن بين العمل والحياه الشخصية، ولقد نجحت في ذلك الي حد ما من وجهة نظري
- حياتي الشخصية، مثل من سيكون صديقي، من اتزوج، واشياء من ذلك القبيل، فلو سبب الضغط مثلا خلاف مع شخص كنت اعتبره صديق واكتشفت ندالته، سوف اقطع العلاقة وسوف أريح رأسي منه، وهكذا
أشياء ليست لي عليها اي سيطرة مثل:-
- مرض أحد الوالدين، او ان اخي يكون في أزمة ولا أملك مساعدته؛ وفي تلك الأمور أفوض أمري الي الله، وانا شخصيا اقتنعت منذ فترة طويلة ان الحياة بها الكثير من الآلام والمعاناة ويجب ان نتقبل ذلك.
- عوامل خارجة عني مثل ما يحدث في فلسطين، وفي تلك الحالة أقوم بكل ما أقدر عليه مثل مقاطعة المنتجات، والتوعية بالقضية، واي شيء من الممكن ان يدفع الظلم عن المظلومين
وفي كل الأحوال ممارسة الرياضة ساعدتني للخروج من الغضب والكآبة وان أصبح إنسان هادئ، فممارسة الرياضة هي ترياق لأي شخص مضغوط في حياته او مكتئب من وجهة نظري.
التعليقات