بكل تأكيد يا نبراس واجهنا جميعا هذه الأزمة. على الرغم من أن الفكرة نفسها تمثل إحباطا للكثير من المستقلين المبتدئين، فإنها الحل الوحيد أمام هذه المعضلة. إن ابتكار المشروعات أحيانا يكون طريقنا نحو بناء معرض أعمالنا ونماذج أعمالنا بأنفسنا. لقد بدأت في بناء معرض أعمالي على مستقل بهذه الطريقة، بالإضافة إلى أنني كنتُ أنفذ نماذج أعمال مخصصة لتقديم عرضٍ ما، وبالتالي تمكنت من الحصول على بعض الأفضلية بالنسبة لخبراتي المحدودة وقتها. هل جرب أحدكم هذه الاستراتيجية في البدايات؟
حائط إسمنتي أحتاج عقولكم لاختراقه!
هل جربت هذه الاستراتيجية في البدايات؟
فعلت ذلك دون شك يا علي. لكن لظروف العمل الخاصة مع العملاء، تبدو بعض الأعمال التي لا يمكنني عرضها، أعلى جودة من بعض النماذج الحالية المعروضة، رغم أن النماذج تطلبت وقتاً جيداً لإنجازها. ربما أفتقد الدافع والتركيز اللازمين للجلوس فترة أطول بهدف ابتكار نماذج أعمال بنفس جودة أفضل ما قدمته خلال مسيرتي للعملاء. ويمكنك القول إنني أركز وأتفانى وأبدع أكثر حين يكون النص المطلوب وقت الكتابة، لصالح عميل أود إبهاره، وإثبات تفانيّ وإخلاصي للعمل له.
أظنّ أنّ معظم الذين يعملون في مجال الكتابة واجهوا هذا التحدي وأنا منهم،والموضوع محزن قليلاً ولا أُنكر ذلك.
فهو يشبه أن تقوم بدفن إحدى تُحَفِك الثمينة في باطن الأرض بعد أن صرفتَ جهدًا في صنعها، عِوضًا عن وضعها أمام أنظار الآخرين.
لذلك وبعد تفكير أقنعتُ نفسي بالتالي:
1-في كل مرة ظننتُ أن ما كتبتُهُ كان الأفضل على الإطلاق،لاحظتُ بعد مدّة أنه لا..ليس الأفضل كما ظننت فقد كتبتُ بعده ما يفوقه جودةً وجمالاً،كانت اعتقاداتي مجرد أوهام.
2-داخل كل إنسان فنّان يستحيل أن يموت،قد يأخذ فترات راحة وقد يتعب أحيانًا،لكن دومًا وإلى الأبد ستكون هناك أفكار خلّاقة وجديدة وأفضل من السابق،طالما أنّني أعرّض ذهني للإلهام المستمر من كلمةٍ من كتابٍ هُناك أو من فيديو من مكان آخر.
3-الوقت ليس مشكلة،أصلاً وبعد تجربتي الشخصية لاحظت أنّ أفضل ما كتبته كان في وقت الراحة وليس بضغط من العميل،لذلك أقوم خلال فترة استراحتي بتسجيل أيّة أفكار وعبارات تخطر لي مباشرةً على اللابتوب أو أي ورقة بين يدي،ثمّ كل عدة أيّام أقرؤها وأدعمها بمصادر من الأبحاث إن وجدت،وأعيد تنقيحها وتعديلها،وكل عبارة فيها تفتح الممرّات في عقلي لعبارات أخرى،ثمّ تنساب الأفكار بسهولة ومن دون أي جهد.
لنكن منطقيين قليلاً،أوّل شرارة لمَعَتْ في ذهن نيوتن حول الجاذبية كانت عندما كان مستلقيًا تحت الشجرة وسقطت عليه تفاحة منها،أي أنه لم يعتَصِر دماغه ليكتشف ذلك الشيء الجديد،ألسنا نحنُ بشرًا مثل نيوتن؟
آسفة على الإطالة.
فهو يشبه أن تقوم بدفن إحدى تُحَفِك الثمينة في باطن الأرض بعد أن صرفتَ جهدًا في صنعها، عِوضًا عن وضعها أمام أنظار الآخرين.
أعجبني هذا التشبيه الذي يحاكي ما يمر به الكاتب المستقل أحياناً.
لا أنكر أن بعض أفضل الأعمال تأتي من ذاك الجو الإبداعي الحر، حيث نكتب لا لأن لدينا خدمة أو مشروعاً علينا تسليمه، بل لأننا نود أن نكتب شيئاً خاصاً ومميزاً. مع ذلك، أفتقد هذا الدافع حالياً، وأحاول تشجيع نفسي على إعداد نماذج أعمال جديدة لبعض الخدمات التي أقدمها، حتى أعزز جذب العملاء، وأدعّم حسابي الشخصي بأعمال أعلى جودة. شكراً لك على المداخلة اللطيفة.
التعليقات