السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف يكتسب الانسان الحكمة و يصبح راجح العقل؟ هل تكفي قراءة الكتب و العمل بها و الاستفادة من تجاربنا و تجارب الاخرين أن تكسبنا الحكمة؟ ام أن هناك أمور اخرى؟
عادة ما نكتسب الحكمة من خلال تجارب الحياة والتعلم من المواقف والأشخاص المختلفين، بالإضافة إلى الاهتمام بتوسيع المعرفة والثقافة العامة وتنمية المهارات الحياتية.
ولراجحة العقل، نحتاج إلى تنمية القدرة على التفكير النقدي والتحليلي، والتمكن من التحلي بالصبر والاستمرارية في المواجهة مع الصعوبات والمشكلات.
كما يمكن تعزيز الحكمة وتحسين رزانة العقل عن طريق التأمل والتفكير العميق والتأمل في المفاهيم الكبيرة والمعاني العميقة للحياة، وكذلك بممارسة الأنشطة التي تساعد على تحسين الوعي الذاتي والروحي مثل التأمل والصلاة والتطوع.
الامر متوقف على نوعية الكتب التي يقرأها الشخص والتجارب التي يخوضها وعلى طريقة تفكيره، هل هو شخص متهور أم يفكر قبل أن يتحدث؟ وعلى عدم توقفه عن التعلم وتعلمه من أخطائه؟ وهل يوازن بين مصالحه الشخصية والعامة؟
على ايًة حال، ربما عند قراءتك لرواية عالم صوفي صادفتِ كيف كانت نوعية الاسئلة التي تأتي لصوفي"من أنتِ" من أين جاء العالم" هذين السؤالين كفيلين لأن يجعل الشخص يفكر بشكل مجرد، يصبح أكثر فضوليًا للاجابة على مثل هذه الاسئلة. الفضول وطيفية طرح الاسئلة عامل مهم من عدة عوامل كي تجعل الشخص حكيمًا.
التفكير، هل يا صفاء تخصصين وقتًا للتفكير مع نفسك؟ التفكير والتأمل فيما يحدث ما حولنا أمر مهم أيضًا. ممارسة التفكير النقدي والتحليلي يجعل الشخص أكثر حكمة.
ماذا عن من حولك؟ هل تحيطين نفسك بأصدقاء ايجابيين؟ هل تقضين وقتًا مع من هم أكبر منك سنًا؟
ماذا عن حكمك على الاخرين؟ الشخص الحكيم لا يحكم على الاخرين، بل يحاول دائمًا أن يتفهمهم؟ ايضًا هل يقبل الآخرين كما هم أم لا؟ أيضًا ماذا عن الصبر؟ الصبر صفة مهمة لدى الحكماء.
الحياة كفيلة بمنحك القدر الكافي من الحكمة كلما مررت بتجارب أكبر ونظرتي لها نظرة المتفحص المتعلم ستزيد خبرتك وحكمتك، الكتب ترفع من مستوى الوعي لدينا وتوسع نظرتنا للحياة حوالنا ولكن لا تبني الحكمة بشكل كامل ولكن تساعد على تأسيس قاعدة معرفية يمكن توظيفها في تجاربنا الحياتية تولد الحكمة والراجحة.
التفكير والتأمل مع ممارسة الحياة وإسقاط ما نتعلمه ونقرأه يعزز راجحة وزنة العقل والقررات ويوسع آفاقنا لمزيد من الخبرات وهذا كله يصب في حكمة الشخص.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلّب هذا المستوى من التأمّل والتفكير المزيد من العقلانيّة في وزن الأمور، حيث أنني أرى أن العامل الحقيقي المؤثّر في التحلّي بالحكمة يا أماني في القناعة بأن الشخص نفسه ليس مميّزًا. يبدأ الإنسان في استيعاب الأمور بالشكل الصحيح فور أن يدرك أن شخصه ليس محور الكون، فور أن يهبط من برجه العاجي الذي تفرضه عليه الأنا العليا التي تعاني منها بنية الإنسان النفسيّة. من هنا، تتطلّب عمليّة التأمّل التي تشيرين إليها القدرة على التواضع والخروج من عزلة الأنا.
التعليقات