يطلب مني المدرس جمع الأوراق فيغشوني!

الغشاش هنا هو المدرس الذي لا يقوم بعمله على أكمل وجه.

إن كان يزعجه الغش الشائع بين الطلبة فعليه أن يجمعها بنفسه؟ ثم ألا يحصي الأستاذ أسماء الطلبة الغائبين؟ من المفروض أنه يعلم مسبقا الغائب من الحاضر وقت الامتحان وإن كان مستهترا فهذه مشكلته وليست مشكلتك.

إذن نصيحتي لك أن تحدث أستاذك في وقت خارج أوقات الامتحانات بالموضوع وتخبره أنك لا ترغب بجمع الأوراق لأن هناك مشاكل تحدث بينك وبين زملائك أثناء جمعها دون ذكر للأسماء, تحدث بشكل عام.

وإن كان الأستاذ متفهما فسيعفيك من المهمة وترتاح, أما إن كان متسلطا وكنت غير قادر على الرفض أو محادثته بالموضوع أصلا, أو يحثك على فضح زملائك, فاجمع الأوراق كما هي ولا تلم نفسك, لأنك بالمدرسة من أجل نيل العلم وليس من أجل القيام بمهام الأستاذ والدخول في صراعات مع زملائك بسبب كسل أستاذك.

عفواً.. في الكليّة أو المدرسة يقوم الاستاذ بتوزيع أسئلة الاختبار وبالتالي يكون واضحاً عدد الحاضرين للامتحان.

وأستغرب أن يقوم الأستاذ بتكليف طالب بجمع الأوراق وهو يقف يراقب، ثم ألا يعد الطلبة إن كان لا يوّزع هو نفسه الأسئلة؟

حين كنت بالمدرسة ثم في الجامعة يكون في القاعة أستاذين اثنين على الأقل للمراقبة. وليس واحداً.

لكنني هنا سأسألك سؤال، ماذا لو حدث أمر طارئ لطالب غائب، مثل أن يتعرض لحادثة أو يحدث له سوء لا سمح الله، كيف سيكون موقفك أمام أستاذك؟

إن شعرت بأن موقفك سيكون سيئاً، فكيف هو موقفك أمام ضميرك؟ ماذا لو قدّم زميل عن زميله ورقة إجابات تعمّد أن تكون كلّها خاطئة؟؟ فتسبب برسوبه في الامتحان؟

أو ماذا لو استيقظ ضمير الطالب الغائب المتفق مع زميله وجاء يعترف بذنبه؟

لماذا توقع نفسك بهكذا احتمالات أو تقع فريسة جلد الذات؟

ببساطة اذهب لأستاذك وأخبره أنك لن تقم مجدداً بجمع أوراق الامتحان، وأنّ عليه أن يفعل الأمر بنفسه ولا يستعين بطالب على ذلك، وإن سألك عن السبب أجبه بأنك تمتنع عن الإجابة وتفضّل أن يعرف الإجابة بنفسه.

حينها -إن كان مغيباً عن ما يحدث- سيكتشف الأمر، أو يدرك على الأقل أن هنالك خطب ما.. وإلا سيكلف سواك بذلك مما يجعله مشتركاً معهم في الجريمة -وهو ما لا أتمناه أبداً.