من أشدِ الأحاسيس ثقلاً على النفسِ تلك التي تجبرُ فيها بين نقيضين .
أريدك وبشدةٍ ؛ لكني أخشاك لا بل أخشى منك الخذلان.
احساس الخذلان لابد أن يتواجد بشكل أو بآخر في كل العلاقات، لأن المُحب لن يستطيع تكفية حبيبه من كل الجوانب وطيلة الوقت، وهنا يتوقف الأمر على نقطة أخرى وهي التقدير.
هل عندما تشعر بالخذلان ممن تحب، تقدر ظروفه!
عند التفكير بالإجابة ستجد أن شعور الخذلان يمكن أن يمر بسهولة لو قدرنا بعضنا البعض، وبالتالي لن يسود سوى الرغبة والمحبة.
يوجد فرق بين أن تخذل أحدهم وبين أن تقصر في حقه أو حتى تغضبه، الخذلان تعني أن تكسره، تدمره، تقضي على روحه..
كل هذا لا يغتفر، أما التقصير والخلافات العابرة والدائمة والمناوشات فكل هذا يمر ولا يجب أن نتوقف عنده أصلا، لأنه لا حياة تمر ساكتة ساكنة هذا ليس وارد أبدا.
أعتقد بأن المشكلة في "العشم" كما نقول بالمصرية.
كلما زادت محبتنا نشعر بالخذلان من بعضنا على أقل المواقف.
وهنا يأتي دور التعقل في الحكم على العلاقات، ولكن هل تعبر بعض التقصير أو بعض الأخطاء العابرة نوع من الخذلان؟ لو تخيلنا أن أحد الزوجين مثلًا ونتيجة ضغط ما صرخ في وجه الطرف الآخر، ألا ترى أنه من الدراما أن يعتبر الطرف الآخر هذا نوع من الخذلان؟
الخذلان يأتي عندما نتعشم زيادة بالآخرين..
يجب علينا التقليل من توقعاتنا قليلًا فنحن المسؤولون أولًا وأخيرًا عن الخذلان الذي نتعرض له، نحن الذين ائتمنا من لا يؤتمن، ووثقنا بمن لا يُوثق، ووهبنا وقتنا لمن يعطينا فتات وقته...
فربما لو أحسننا الاختيار منذ البداية، ووضعنا توقعات واقعية، وشاركنا شريكنا بها لما تعرضنا للخذلان.
إنه دس السم في العسل يا صديقي؛
هذا مما ابتلينا به من أفكار تم تقديمها لنا في غلاف جميل، أعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية، تقدم فلسفات مختلفة توحي لنا بأن الزواج والعلاقات الإنسانية عموماً، لابد وأن يغشاها الندم والخذلان!
رحم الله الدكتور مصطفى محمود، قرأت له في أحد كتبه ذات مرة:
نحن لا نسمع من حكايات الزواج إلا كل قبيح، فالسيئون ينشرون كل سئ حولهم ولا يتوقفون عن الثرثرة، أما الرائعون الطيبون، فتبقى حياتهم وسعادتهم سرا بينهم، لا يصلنا منه شئ - وما أكثرهم -
أتفق معك في أن هذا أصبح يصدر للشباب الصغير صورة سيئة عن الزواج والعلاقات السوية ولكن دعنا نتفق أيضًا أن الصورة الأخرى موجودة ومنتشرة، يوجد الأزواج السيؤون والزوجات السيئات.
التعليقات