أدرس الماجستير في الاقتصاد السلوكي وكتبت مجموعة من المقالات الخاصة بالمبتدئين تجدونها هنا:
http://www.sarahshahid.net/...وهذا موقعي الشخصي:
يمكنك أن تسألني أي سؤال يتعلق بالاقتصاد السلوكي وسأقوم بالإجابة عنه.
أدرس الماجستير في الاقتصاد السلوكي وكتبت مجموعة من المقالات الخاصة بالمبتدئين تجدونها هنا:
http://www.sarahshahid.net/...وهذا موقعي الشخصي:
يمكنك أن تسألني أي سؤال يتعلق بالاقتصاد السلوكي وسأقوم بالإجابة عنه.
شكرا لرغبتك في مشاركة المعرفة وإتاحة الفرصة لنا لطرح الأسئلة
١- تعريف بسيط لهذا الاقتصاد؟
٢- بخطوات عملية واضحة؛ كيف يمكن للمستقل (الفريلانسر) أن يستفيد من حقائق هذا الاقتصاد في عمله لتحقيق النمو المستدام؟
٣- دون مصطلحات مفخمة؛ ما هو الجديد الذي قدمه ريتشارد ثايلر لينال جائزة نوبل في الاقتصاد؟ يعني بشكل مباشر: أين مكمن الإبداع فيما قدمه ولم يسبقه غيره فيه لأنني شخصيا مشكك ومتوجس في الأهمية العلمية لأعمال الحائزين على نوبل في الاقتصاد.
٤- ما هي المفاهيم الثلاثة في الاقتصاد السلوكي التي لا يَحسُن بريادي الأعمال جهلها؟
يسعدني جداً مشاركة المعرفة وخاصة المتعلقة منها بالاقتصاد السلوكي.
إجابة عن أسئلتك:
1- يمكن تعريف الاقتصاد السلوكي ببساطة بأنه: دمج الاقتصاد مع علم النفس.
أما جوهره فيمكن أيضاً توصيفه ببساطة: برفض العقلانية المطلقة التي كانت تسود النظريات الاقتصادية الكلاسيكية وبناء النظريات الاقتصادية بناءً على السلوك البشري الحقيقي (المليء بالتحيزات عند اتخاذ القرارات والمدفوع بالكثير من العوامل النفسية والعاطفية) وليس بناءً على الافتراضات المثالية العقلانية.
افتراض العقلانية بالرجل الاقتصادي كان لسببين: سهولة الدراسة والنمذجة، صعوبة دراسة السلوك البشري.
2- أهم استخدام للاقتصاد السلوكي في مجال العمل الحر يكمن في التسويق، التعامل مع العملاء والتخطيط الاستراتيجي.
التسويق مثلاً يعتمد بشكل كبير على دراسة سلوك الجمهور، والفهم السلوكي الأفضل يعني إمكانية بناء خطط تسويقية أفضل والوصول للعملاء المحتملين بالطريقة المثلى.
3- الاقتصاد السلوكي يقوم بشكل أساسي على التجارب، وهو أمر لم نعتد عليه في العلوم النظرية ولا حتى في الاقتصاد.
لكن يتم دراسة السلوك البشري ضمن تجارب تماماً كما يحصل في العلوم التطبيقية.
وقد حاز ثالر على نوبل للاقتصاد نتيجة أبحاثه (تجاربه) العديدة التي أثبتت عدم صحة النظرية التي تفترض العقلانية لدى الرجل الاقتصادي (وهي أساس الاقتصاد الكلاسيكي).
أما أهم أبحاث ثالر كانت مرتبطة بالأمور المالية، بالإضافة إلى ما يسمى بـ Nudge وهو يعتمد على استخدام مفاهيم الاقتصاد السلوكي في تحسين عملية اتخاذ القرار سواء على المستوى الفردي أو حتى على مستوى الدولة.
وبناء على هذا المفهوم تم تطوير العديد من الأعمال والأبحاث التي تعتمد على الاقتصاد السلوكي والتي تعتبر اليوم جزءاً أساسياً في هيكلية السياسات ضمن عديد من الدول.
كمثال على ذلك، ظهر ما يسمى بالأبوية الليبرالية (Libertarian paternalism) ، وهي في ظاهرها ليبرالية لكنها ضمنياً تعتمد على استخدام الفهم للسلوك البشري في توجيه تلك السياسات بعيداً عن الفجاجة التي تتسم بها الأنظمة الاقتصادية أو السياسية الموجهة بالكامل.
4- هناك مجموعة من المفاهيم التي تفيد رواد الأعمال وجميعها على غاية من الأهمية سأذكر منها على سبيل المثال:
مثلاً: لو كان لديك متجر وترغب بتسويق منتج بجودة عالية لكن بسعر مرتفع فيمكنك أن تقوم بمقارنته بمنتج ذو سعر أعلى ومن النوع نفسه، حيث سيشعر الزبون هنا بأنه قد حقق مكسباً بعملية الشراء هذه.
أجريت التجربة على ألمانيا والنمسا حيث كان الهدف التشجيع على التبرع بالأعضاء بعد الموت.
في ألمانيا تم إضافة خيار التبرع كخيار افتراضي ضمن الاستمارات التي يملأها الشخص، أي أن هناك إشارة داخل مربع الاختيار ولو رغب الشخص بعدم التبرع فيجب أن ينقر على المربع.
أما في النمسا، فقد كان مربع الاختيار فارغ ويجب على الشخص الذي يرغب بالتبرع بأعضائه أن ينقر عليه.
بعد الإحصائيات التي تمت بعد هذه التجربة، فإن ألمانيا هي الدولة التي كانت فيها نسبة التبرع بالأعضاء كبيرة، لأن الأشخاص حين رأوا أن هذا الخيار (أي التبرع بالأعضاء) هو الخيار الافتراضي فاعتقدوا بأن أغلبية الأشخاص يقومون باختياره وأنه هو الخيار السائد وأنهم سيكونون خارج السرب لو اختاروا عدم التبرع بأعضائهم.
تم استخدام هذه الأداة ضمن المتاجر بشكل عام من خلال ميزة إعادة السلعة للمتجر.
وحسب الدراسات التي تمت في هذا المجال فإن نسبة الأشخاص الذين يقومون بإعادة السلع بعد شرائها في أمريكا هي نسبة قليلة نوعاً ما.
والسبب في ذلك هو أن الأشخاص يكرهون شعورهم بخسارة المنتج بعد شرائه والإحساس بملكيته، وفي الوقت نفسه هناك تكاليف الشحن لإعادة المنتج التي يكرهون خسارتها أيضاً!
وقبل هذه المفاهيم هناك ما هو مرتبط فيها بنظرية النظام الثنائي وآلية عملها، بالإضافة إلى الاستدلال والتحيز الذي نمارسه، والتي تتيح فهماً أكبر لتلك المفاهيم.
في المقالات التي ذكرتها أعلاه قمت بتوضيح عدد كبير من المفاهيم الأساسية التي ستجعل فهمنا للاقتصاد السلوكي أفضل.
لا أعلم إن كانت إجاباتي كافية بالنسبة لك، أم أن هناك بعض الجوانب التي لاتزال غامضة.
وقد حاز ثالر على نوبل للاقتصاد نتيجة أبحاثه (تجاربه) العديدة التي أثبتت عدم صحة النظرية التي تفترض العقلانية لدى الرجل الاقتصادي (وهي أساس الاقتصاد الكلاسيكي).
لا أرى أي جديد فيما قدمه فما كتبه نيكولاس طالب سليم في "البجعة السوداء" وما بعده من الكتب المفيدة جدا وغيره أثبتوا ذلك بالأدلة العلمية المسرودة هناك.
المشكلة التي وقعتُ فيها الآن هو أن خبراء الاقتصاد بعدما نال العديد منهم جوائز نوبل للاقتصاد نظير نماذجهم المبنية على أن الفرد عقلاني في تصرفاته الاقتصادية عادوا وقالوا لا الأفراد ليسوا عقلانيين. وحازوا أيضا على جائزة نوبل. أليس هذا غريبا.
بالمناسبة "اكره كينز" جدا. ولو لم يكن ميتا لتمنيت أن يموت.
الموضوع ليس بهذا البساطة
لو عدنا للبدايات آدم سميث ذاته الذي ابتكر "الرجل الاقتصادي" أي العقلاني، كان يلمح بشدة للدوافع البشرية الأخرى في كتابه نظرية المشاعر الأخلاقية. وعندما نتحدث عن أدبيات الاقتصاد السلوكي منذ البدايات فإننا نشير لدور آدم سميث في التلميح للموضوع.
لكنهم في ذلك الوقت كانوا على أعتاب التأسيس لعلم جديد، وكان من الصعب دراسة الاقتصاد مع السلوك البشري المتغير، لذلك قاموا بتثبيت عدة مسلمات منها أن الإنسان عقلاني ليقوموا بالاعتماد على قوانين أخرى مستندة إلى تلك المسلمات مثل تعظيم المنفعة.
وبالتالي جوائز نوبل التي حصلوا عليها كانت نتيجة تطور العلم القائم على أسس غير صحيحة بالمطلق، لكنهم لن يصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم لولا تلك القوانين أو المسلمات.
أما بالنسبة للفرق بين طالب سليم وثالر على سبيل المثال، فأسلوب البحث وعمق تأثيره لعب دوراً كبيراً.
سليم كان ولازال ملهماً ومن أوائل الأشخاص الذين بحثوا في هذا المجال، لكن ثالر استخدم المنهجية المعتمدة في الاقتصاد السلوكي وطوّر عليها.
لست بمكان يخوّلني الحكم على أفضلية جائزة سواء لثالر أو لسليم، فربما كان هناك اعتبارات أخرى غير موضوعية في الحكم، لكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن ننكر دور ثالر في هذا المجال.
وبالطبع فإن جائزة نوبل لا تعني بالضرورة أن ثالر أفضل من سليم فيما وصل إليه أو غير ذلك.
أقنعني كلامك. شكرا لك بالمناسبة بقية إجاباتك لأسئلتي مفيدة جدا أرجو أن تستمري بالمشاركة هنا وتثقيفنا في المجال الاقتصادي كلما أتيحت لك الفرصة. شكرا جزيلا مجدداً.
التعليقات