من يتابع مساهماتي يعرف أنني أميل لمناقشة الموضوعات النفسية والمرتبطة بالصحة العقلية دائمًا، وقد كتبت العديد من الموضوعات في هذا المجال، لكنني أردت في هذه المساهمة إضافة أنني أعمل في مجال الكتابة الشبحية أيضًا، لذا؛ أنا أرحب بمناقشاتكم وأسئلتكم، ويسعدني الرد عليها في أي وقت، وشكرا ل @azow لأنه رشحني لكتابة مساهمة في هذا المجتمع.
أنا إيريني نبيل، مهتمة بكل ما يخص الطب النفسي، وأعمل في مجال الكتابة الشبحية، اسألني ما شئت
مرحبًا إيريني، يسعدني أن أراك في مجتمع اسألني.
من واقع تبحرك في مجال علم النفس والطب النفسي، كيف تجدين قوة وجودة المحتوى العربي في مجال الطب النفسي وهل يوجد اهتمام ملحوظ حقًا من قبل الجمهور للقراءة والتعلم عن هذا المجال؟
السؤال الثاني يتعلق بمشروع أعمل عليه برفقة زميل هنا في حسوب وهو إنشاء مدونة لتقديم الإستشارات النفسية بشكل مجاني، أود أن أعرف رؤيتك المستقبلية لهذا المشروع وهل تتوقعين أنه سيلاقي النجاح الكافي في عالمنا العربي وكيف يمكننا تطوير الفكرة إذا كانت لديك أي اقتراحات؟
تفاصيل المشروع في المساهمة:
تقريبًا علقنا في نقطة جلب أطباء نفسيين مرخصين لتقديم الإستشارات المجانية.. هل تعتقدين أنه من الممكن أن نجد أطباء مرحبين بالفكرة حقًا؟
كيف تجدين قوة وجودة المحتوى العربي في مجال الطب النفسي
أحببت أن اقول في هذا الباب أمراً أو ملاحظة الصراحة، بأن كل ما ندعوه أنه محتوى عن الطب النفسي بالمنطقة العربية هو ليس إلا محتوى يستهدف المعلومات الغريبة عن الطب النفسي أو معلومات عادية بشكل غريب.
ولكن نفتقد مثلاً لمحتوى مشابه للحاصل بأوروبا وأميركا، محتوى عملي استشاري تفاعلي لزيادة قيمة وجودة حياة المشاهدين.
ما السبب إذًا في ضعف مثل هذا النوع من المحتوى؟ هل هو شحّ المختصين في هذا المجال في المنطقة العربية في مشاركة علومهم وأبحاثهم كمحتوى؟
مرحبًا تقوى، وشكرًا لطرحك أسئلة قوية، بالنسبة للسؤال الأول، أرى أن هناك اهتمام واسع بمجال علم النفس من الناس، على أن هذه الحاجة الشديدة للمعرفة تجعلهم يلجئون لإتباع إرشادات في مواقف حساسة جدًا من أشخاص غير مختصين أو مؤهلين لمساعدتهم، وبالمناسبة أيضًا بعضهم لا يحترمون أخلاقيات المهنة بين المرشد وطالب المشورة، وعليه أقول أننا في حاجة لوجود أطباء نفسيين وأساتذة في علم النفس راغبين في مشاركة محتواهم المنهجي، وأساليبهم العلمية بطرق مبسطة وسليمة من خلال أي شكل من أشكال المحتوى العربي (بودكاست- فيديو يوتيوب- محاضرات- مقالات)، ولكن البعض يخشى فكرة تقديم المحتوى المجاني (وهذا ردي على سؤالك الثاني) ربما يؤثر على مصداقيتهم، أو يجعل الناس أكثر علمًا ولا يحتاجون للعلاج النفسي مقابل المال، على الرغم أن حقيقة الأمر غير ذلك، لأن الاستشارات النفسية المجانية (بشكل معقول طبعًا) لا تختلف عن الاستشارات الطبية المجنية في تخصصات أخرى، هدفها الأساسي هو خدمة من لا يمتلك المال، وفي الوقت نفسه زيادة الوعي بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية، وهذا لا يؤثر على الاستشارات المدفوعة أبدًا، وهنا ننتقل للنقطة التالية.
تقديم المحتوى المجاني في شكل بود كاست مثلًا، من شأنه التعريف بالأطباء النفسيين وقدراتهم، ويعني ذلك أن الناس ستقبل على طلب استشاراتهم لاحقًا، على أن المحتوى كما ذكر @Diaa_albasir يجب أن يكون صادق ويعطي معلومات حقيقية وصريحة عن الأمراض النفسية وكيفية التعامل معها في واقعنا اليومي، طبعًا دون اللجوء لذكر العلاجات الدوائية لأن ذلك جزء من البروتوكول الخاص بالطبيب والمريض فقط. بما أنني أتابع العديد من المختصين في الطب النفسي في المحتوى الأجنبي، فتجدي أن الفرق شاسع، لأنهم يعلمون جيدًا أهمية نشر التوعية بين الناس، من وضع أنماط يومية للتعايش مع كل اضطراب، ومخاطبة التحديات وكيفية السيطرة عليها وهكذا، وهذا الوعي ينتج عنه، أن أصحاب الاضطرابات نفسها ينشئون قنوات خاصة بهم، يشرحون ما يمرون به وكيف يؤثر العلاج النفسي عليهم، ويشجعون من هم في بداية طريق العلاج للاستمرار فيه. ما ذكرته يوضح لكِ أننا نتعامل مع المرض النفسي من مبدأ الوصم، ولكنهم يتعاملون معه كتحدي من تحديات الحياة.
أتمنى حقًا أن يعي المختصون في هذا المجال ضرورة وأهمية مجالهم وأهمية نشر الوعي به ونقل المعرفة للناس، وأن يتخلّوا عن فكرة أنّ تقديم الخدمات الإستشارية بشكل مجاني ستؤثر على أعمالهم بشكل سلبي، وسيترك الناس العلاج النفسي المدفوع، بل على العكس تمامًا نرى المحتوى الغربي غني بالمقالات والإستشارات النفسية والطب النفسي لديهم مثله مثل طب الأسنان شيوعًا، ونحن أصلًا نعاني من تراجع في تقبل ثقافة العلاج والوعي بالصحة النفسية، وانتشار هذا النوع من المحتوى سيشجع المجتمع على الإقبال أكثر، يعني العوائد إيجابية لكل الأطراف!
التعليقات