الشخص: "لم أعد أحتمل… شيء يزحف تحت جلدي."

النفس الأخرى: "زحف؟ ههه… بل أنا أتحرك فيك."

الشخص: "أنت؟"

النفس الأخرى: "ظننتني فكرة؟ كنت هنا دائمًا… أراك، أسمعك… وأضع أصابعي في أعمق أفكارك."

الشخص: "هذا وهم."

النفس الأخرى: "إذن لماذا تشم الرائحة؟"

الشخص: "أي رائحة؟"

النفس الأخرى: "دمك."

ينظر إلى يديه المرتجفتين… فارغتان، لكن الهواء ثقيل برائحة معدنية حادة، كأنها تتسرب من جلده نفسه.

الشخص: "ابتعد."

النفس الأخرى: "أنت من فتح الباب… أتذكر الليلة المظلمة؟ كنت وحيدًا، ضعيفًا… حين همستُ لك."

الشخص: "كاذب."

النفس الأخرى: "أنت من دفن الحقيقة… أتذكر الجثة؟"

خطوات بطيئة تقترب من عمق الظلام… تُجرّ معها شيئًا ثقيلًا يحتك بالأرض، تاركًا أثرًا كأن الأرض تتألم معه.

الشخص: "من هناك؟"

النفس الأخرى: "لا تصرخ… هو لا يحب الأصوات."

الشخص: "هو؟"

النفس الأخرى: "أنا… لكن بلا قناع."

الباب خلفه يُغلق ببطء، وكأن أحدهم لا يريد إزعاجه. الضوء يذبل… حتى يختفي. السواد يبتلع كل شيء.

لمحة خاطفة… وجه بلا عينين، بلا فم… ومع ذلك يبتسم، ابتسامة أوسع من أن تكون بشرية.

أصابع جليدية تلتف حول رقبته، وتضغط بهدوء، كأنها تريد أن تسمع آخر دقات قلبه… الضحكة تبدأ خافتة، ثم تطول، وتطول، حتى تخترق العظم وتستقر داخله.