احب ان أشارككم هذه القصة التي كتبتها ولم اكملها بسبب فراغ رأسي من الأفكار، وقد اسميتها "تلك الطلقة"

البداية 

لوس انجلوس الساعة السابعة والنصف صباحاً يوم الاثنين،

«أطلق النار أيها العقيد!»

صاح والدي علي وانا حاملٌ سلاحي مصوباً به تلك المجسمات البيضاء التي يضعونها اثناء فترة التدريب، وبعد ان إنتهى من الرجال الثلاثة الذين كانوا يحملون أسلحتهم وينظرون إللي بسخرية، لم أعرف السبب هل كان بسبب هذه الملابس الضيقة ام كوني في السادسة عشر؟.

تنهدت بعمق وبعدها قال والدي :«امسك سلاحك جيدًا وأضرب الهدف!!»، وضعت السماعات العازلة على أذناي بعدها رفعت يداي وأغلقت عيناي ثم فتحت اليمنى وأطلق النار مرتان، دُهش المتدربون لأنني أستطعت أصابت الهدف مباشرةً بالصدر والدماغ، نزعت السماعات العازلة عن الصوت؛ ومن ثم وضعت سلاحي على الطاولة خلفي وأخذت أنزع قفازاتي والنظارات التي كنت أرتديها

فجأةً تحدث الجنرال "ديفيد بترايوس" من خلال المكبرات ينادي والدي من أجل حضوره إلى مكتبه، وما أن انتهى الجنرال حديثه صفق والدي بيداه بخفه مره واحده ثم أردف وقال:«حسنًا أراكم في الثالثة .»، ما ان قال والدي هذا وضع الجميع أسلحتهم النارية على المنضده وقاموا بنزع القفازات والنظارات.

أثناء قيامهم بهذا وضع والدي يده علي وقال متمنيًا ان أحظى بيوم ممتع في مدرستي الجديدة:«بالمناسبة يا "بي" يجب عليك تكوين صداقات كثيره فهذا مهم، واحصل على حبيبه، ولاتنسى ان تعرفني عليها.»، غمز لي منهيًا كلامه، «بربك أيها العقيد "سكيلز سميث" أكان عليك قول هذا بصوت عالي؟؟.» اخبرت والدي هذا وانا أشعر بالإحراج الشديد.

قال مغيرًا الموضوع «على اي حال "آن" من ستقودك الى مدرستك وتعرفها أنها لا تحب الانتظار طويلًا فعليك الاسراع ويستحسن لي أيضًا، أحبك وداعًا!.»، أخبرته أيضاً أنني أحبه وبعدها خرج إلى الخارج متجهًا إلى مكتب الجنرال.

       ...................  ############## .....................

« هل يمكنك الاسراع؟، الوقت ينفذ لدي موعد مع الطبيب »

قالت "آن" وهي تفتح نافذة الكرسي الأمامي من الجهه اليسرى لسيارتها، دون أن أجيبها تقدمت لفتح الباب الأمامي لكنها أمسكت المقبض وقالت:«لا، انت في الخلف هنا شخص آخر.»، تركت المقبض لفتح الباب الخلفي لكن "آن" تقدمت بالسيارة الى الأمام قليلًا، تقدمت لأحاول فتح مقبض الباب لكنها سارت قليلًا بالسيارة إلى الأمام !.

«وقحة!»

هذا ما قلته، أخرجت هاتفي من جيبي الأيمن ثم وضعت سماعاتي لأرتاح إثناء السير إلى المدرسة وأيضًا لأنني لا أريد ان أستمع الى أعتذارات "آن"، «هيا يا فتى لا تكن هكذا!، هل تريد ان اخبر والدك؟، سيغضب منك كثيرًا، بربك كنت أمزح!!، لن ألعب مع تلك اللعبة مجددًا، فلتصعد!!.» قالت "آن"، تجاهلتها ولم أنظر إليها، ثم بدأت طريقي.

وصلت إلى مدرستي في تمام الساعة الثامنة صباحًا وظننت ان "آن" لا تزال تلاحقني لأن والدي وضع جهاز تعقب بسيارتها ليتأكد من سلامتي ف"آن" هذه شخصٌ متهور وشيطاني، أدرت وجهي لأرى ما أن كانت موجوده؛ وعندما استدرت تبخرت في الهواء، لا أثر لها ولا لسيارتها، تجاهلت ذلك لأنني لم أكترث لها على الإطلاق.

 أكملت طريقي نحو فصلي في مدرستي الجديدة، والتي قد أنتقلت إليها بعد مدرستان، بالطبع تتسائلون لما قد أنتقل الى مدارس اخرى في كل أسبوع؟، ببساطة لان مدرستاي السابقتان لم تكن كافية لي.

  ...................  ############## .....................

«ما الأمر أيها الجنرال؟»

العقيد "سكيلز سميث" يتحدث، لم يعره الجنرال انتباهه وأكمل قراءة الملف الذي يحمله، وقد كانت هنالك ملفات كثيرة على الطاولة البنية القاتمه والكبيرة، بالرغم من صداقتهما إلى أنهم لم يتحاورا كصديق لآخر، أو حتى كأخ لآخر.

يعرف العقيد "سكيلز سميث" الجنرال "ديفيد سميث" أكثر من اي شخص كان، ولد "سكيلز" قبل "ديفيد" بخمس سنين؛ وعلى الرغم من ان "سكيل" هو الأكبر، إلى ان "ديفي" هو الأبرع، وقد كان "سكي" يغار من "دي" لأن من المفترض ان يكون له منصب الجنرال وليس العقيد!، كان العقيد يعتقد أنه من اجل تحقيق رغبته الشخصية فأن عليه قتل أخيه، ومع ذلك لم يفعل اي شيء يسيء لأخيه الصغير.

ترك الجنرال "ديفيد" الملف الذي كان يحمله ووضعه داخل الدرج الأول من جانبه الأيمن، ثم نظر إلى أخيه الذي يملئه الهدوء، «كيف حالك؟» قال الجنرال مع ابتسامة صغيرة، أجابه "سكيلز" «بخير....»، أشار "ديفيد" بيده للكُرسي الذي أمامه وبعدها طلب من العقيد "سكيلز" الجلوس بدلًا من وقوفه أمام الباب.

جلس "سكيلز" على الكرسي كما طلب منه أخيه، بعدها تغيرت ملامح الجنرال "ديفيد بترايوس سميث" وأصبحت حاده والجو من حولهم أصبح يحمل بعض من جديته، «ما هو سبب——» قاطع "ديفيد"  "سكيلز" وقال «سبب وجودك هنا؟، صحيح....هل تعرف من هذا؟»، ثم قام بفتح الملف الأحمر الموضوع على الطاولة.

هنا توسعت عينى "سكيلز"، بداخل الملف صورة صورتها الكاميره فيها رجلان يحمل أحداهما معه حقيبة سوداء كبيرة يرتدي ملابس أشبه بملابس المتحريين المتخفيين والأخر يرتدي ملابس نادي الرياضه ويحمل هو أيضًا حقيبة سوداء ولكنها أصغر من حقيبة الرجل الآخر.

 تحدث "ديفيد" قائلًا «عثرنا عليه في محطة القطار، لكنه قد أفلت منا بسهولة!.»، «هل يمكنك اخباري من الذي أرسلته؟.» "سكيلز" قال هذا، أجابه الجنرال "ديفيد" «"كريس" و"مورجان".»، تفاجئ "سكيلز" من ما قاله " ديفيد". 

تحدث "سكيلز" متفاجئًا «أليس "كريس" هو الأقوى ويستطيع أن يحاصر العدو ببساطة؟، و"مورجان" أسرع وأذكى من اي شخص هنا؟، كييف أستطاع ان يفلت من قبضتهما؟!.»، تنهد " ديفيد" وقال «لم نمسك "باركر"؛ ولكننا أمسكنا بمن كان يتحدث معه» سكت قليلًا ثم قال «لكنه يرفض التحدث، لقد حاولنا ولكن لم نستطع جعله يقول شيئًا ما.».

«ماذا عن الحقيبتين؟؟» قال "سكيلز"، نهض "ديفيد" من كرسيه متجهًا إلى النافذة لينظر للخارج، ثم ادار ظهره لينظر لأخيه «لهذا أنا أسلم القضية إليك يا أخي.» أبتسم "ديفيد" بعدها أخرج من جيبه الأيمن بطاقة لونها كلون الفضة وأعطاها "سكيلز" قائلًا «هل تتشرف بتمرير القضية أليك؟.»، دون ان يفكر حتى اخذ "سكيلز" البطاقة والملف الأحمر ليتولى القضية.

  ...................  ############## .....................

«أيها الصف رحبوا بطالب جديد أنتقل هذا الأسبوع للمره.... الثالثة ؟»

قال المعلم معرفًا الصف بي، بمجرد قوله "المرة الثالثة" ضحك الجميع بسخرية، قال أحد الطلاب «يالك من أحمق!»، «المعذرة؟» أجبته.

وضع رجليه على الطاولة ورفع رأسه للأعلى، فبدأ شعرهُ الأشقر يتحرك كأن ريحًا تحمله، أغلق عيناه وعيناه الزرقاء أشبه بنسيم البحرِ، وتحدث وقال «نقلت ثلاث مرات!»، «وما الذي ت—» كنت على وشك الانتهاء لكنه قاطعني وقال « أقصد لربما نقلت إلى هنا بسبب غبائك، وبالطبع ستنتقل إلى مدرسة أخرى مجددًا!».

ما ان أنهى كلامه أنزل رأسه لينظر لي بنظره ساخرة، أتمنى ولو أنني أستطيع ضربه؛ لكن والدي لا يستطيع تحمل أنتقال آخر، هدأت من روعي، ومن ثم بأن أتفحص بنظري المكان لعله اجد مكان فارغ، رفع ذلك الأشقر يده فجأة وقال «هناك مكان فارغ خلفي يمكنك الجلوس هنا».

«آه، لطف منك يا "مارك" ان تخفف عنه عناء البحث عن مقعد!»

قال المعلم، نظرت إليه وعلي علامة الاستفهام الم يستمع ذلك الرجل إلى ما قاله قبل قليل؟، تحدث المعلم مجددًا «أذهب أيها السيد "سميث" خلف "مارك" لنبدأ الدرس»، من دون تردد ذهبت لأجلس خلف ذلك الفتى "مارك".

عند بداية الاستراحة رأيت "مارك" ينتظرني عند الباب، لحظة وصولي إلى الباب لم أعره أي أنتباه، ذهب لأتناول طعامي في الكافي و"مارك" لايزال خلفي وهو يناديني بأبتسامه، وصل إلى المقهى فأتجه إلى أحدى الطاولات في الخلف، عند جلوسي "مارك" أخذ الكرسي واداره وجلس أمامي كأنه شرطي يقوم بأستجواب مجرم.

«ما رأيك في أن نصبح أصدقاء؟»

قال "مارك"، أجبته وأنا أقوم بتقطيع اللحم خاصي لشرائح لأستطيع تناولها بسرعة وسهولة «أفضل الموت على مصادقة شخص مثلك!»، توقف "مارك" فجأة عن الأبتسام بعد أن أنتهيت من كلامي وقال «هيي!، انت لاتعرف شيءٍ عني!، فلافضل لك ان تسحب كلامك!!» ثم غادر لم أهتم له ولأقواله وأستمتعت بطعامي.

قبل رن الجرس بدقائق طلب المدير مني الحضور إلى مكتبه، بما اني جديد في المدرسة دون حتى ان اسأل أحدًا أتى إلي "مارك" ليدلني إلى مكتب المدير، اوصلني "مارك" إلى مكتبه سليمًا وانا الذي كان يظن أنه سيحاول طردي طوال الطريق، كان هناك رجلان الأول هو المدير والثاني لم أكن أعرفه.

أنتابني شعورٌ سيئ حيال ذلك الرجل الواقف في مكتب المدير، شعره اسود، طويل القامة، لهو منظر مرعب قليلًا ، وعيناه حادة، قاطع المدير تفكيري وقال «خذ حقيبتك يا "بيتر" ستذهب إلى البيت مع والدك.»، «والدي؟؟» قلت، «المعذرة ل أظن أنني لم أشرح لك هذا جيدًا سيدي!» قال الرجل الغريب.

صوته خشن وهادئ، لكنه لم يقلل من خوفي أو حتى شكوكي!، من حيث لا أعلم أخرج ذلك الرجل مسدسًا ناري وأطلق على المدير، نظرت إلى الباب لأرى "مارك" لايزال موجودًا صرخت عليه بأعلى صوتي «"مارك" ماذا تفعل أهرب!!»، قبل إن يهرب ضربني الغريب على عنقي من الخلف مما سبب لي فقدان وعيي؛ ولم أستطيع الرؤية جيدًا.

كل ما رأيته كان الكثير من الضباب؛ وشيء اسود يركض لخارج الغرفة ليلحق "مارك" على ما يبدو، ثم غفيت ولم أعد أشعر بنفسي. 

 ...................  ############## .....................

تم استدعاء "آن" من قبل أحدى معلمات "بيتر" لتأتي لأخذه من المدرسة، ما ان ركنت سيارتها عند الرصيف وجدت أمامها سيارتا شرطة والاسعاف، أختبئت لعلمها انهم سيمسكون بها؛ وذلك لأنها كانت قد بدأت حربًا معهم.

دخلت إلى سيارتها وكانت على وشك المغادرة لكن من سوء حظها أن احد ضباط الشرطة كان يتفحص المحيط، تقدم اليها وقال «المعذرة يا آنسة هل يمكنني أن اسألك عن اذا كنتي تعرفين هذا الشخص؟»، اخرج من جيبه الخلفي هاتفه المحمول ثم فتحه واداره لها لترى فيديو مصور من قبل كاميرات المراقبة في مكتب المدير، فرأت ما حدث لكلا من "مارك" و"بيتر".

أجابته وهي تصرخ «لا لا اعرفه ولكن احد الاطفال يشبه طفلي!» ثم أضافة « علي الذهاب وأريدك ان ترسل لي هذا الفيديو!»، وقبل ان تذهب أوقفها الشرطي قائلاً «وهل اعرفك يا آنسة؟»، قالت له «اسأل صديقك هناك وسيعرف من انا!!».

«كانت هناك امرأة جميلة ومجنونه تكثر في الصراخ تقول انك تعرفها ايها السيد "لوين"»

قال ضابط الشرطة الذي كان يتحدث الى "آن" للرجل التي كانت تشير اليه "آن"، سأله "لوين" «ماذا كانت تقول وماذا تريد؟»، اجابه ضابط الشرطة «فيديو يعرض ما حصل في مكتب مدير المدرسة، سيدي!»، «ولماذا؟» سأل "لوين" الضابط، فقال الشرطي «تقول ان احد الاولاد في الفيديو طفلها»، «غير صحيح ليس لديها حبيب حتى لتجلب طفلًا، صحيح؟» قال "لوين"، اجابه الشرطي «لا اعرف سيدي».

 ...................  ############## .....................

بعدها ببضع دقائق بدأت أسمع صوت الغريب الذي هاجمني، ففتحت عيناي لأنظر اي أنا؛ فرأيت أني في صندوق اسود.

التففت حولي وأعرف إن كان هناك طريقه للخروج، لفت أنتباهي "مارك" فتذكرت ما حدث في مكتب المدير، ذهب اليه لكن لم أستطيع الاقتراب أكثر لكوني مكبلًا بالسلاسل داخل الشاحنه، ولم أستطع الصراخ لوضعه شيئًا على فمي هل كان شريط لاصق؟، منشفه؟، لا يستحيل ان يكونوا بقسوت هذا الشيء!،

أستيقظ "مارك" فتوقفت الشاحنة، خرج السائق منها، نظر "مارك" ألي فقترب مني ظنن منه اني سأحميه، فتح الغريب باب الشاحنه فأختبئ "مارك" خلفي، ما أن ركب الرجل الشاحنة خرج شخص آخر من المقعد المجاور للسائق ووقف خارج الشاحنة

ناظرت الغريب الموجود معنا في الداخل وقد كان هذا أقل ما يمكنني فعله، رفع يده علي وأخذ "مارك" من شعره ليخرجه من الشاحنة، حاولت إيقافه لكنني لم أستطيع ذلك لكوني مقيدًا بالسلاسل.

أخرج الرجل "مارك" من الشاحنة وألتفت إلي وقال «سيأتي دورك يا "بيتر سكيلز سميث" قريبًا»، كانت تلك المرأه على وشك أغلاق الشاحنة؛ لكن قبل ذلك أضاف الرجل إلى كلامه «آوه، وبالمناسبة عندما يأتي "سكيلز" والدك أخبره ان إسمي هو "باركر"!».

ثم أغلق الباب، جلست أفكر من ذلك الرجل وما علاقته بوالدي؟، ولماذا يفصح عن أسمه بما انه يعرف ان العدو سيجده؟، أرجعت رأسي للخلف وقمت بأغلاق عيني، تنهدت بعمق بعدها سمع صراخًا قوي جدًا!، كان قادمًا من الخارج إنه صوت "مارك” نعم انه صوته!.

 ...................  ############## .....................

آمل ان تعجبكم وان شاء اللّٰه أكملها في المستقبل القريب بإذن اللّٰه.