مرحلة التعلم و الزمن

أظن ان الامر مبالغ فيه بعض الشيء. رغم أنه ووفق احصائيات فعلية يوجد من يقضي حوالي ال 18 ساعة في تحرير الأكواد بمعدل يومي مثل احصائيات تطبيق WakaTime. راجع مثلا قائمة المتصدرين:

وبالطبع فإن من يصل لمثل هاته الاحصائيات يعملون على مشاريع برمجية فعلية ومدفوعة ولا يقضونها كلها في التطبيق العملي لفكرة ما.

رغم ان المدة الزمنية المأخوذة في التطبيق العملي تتعلق بشكل وثيق بالكم والمادة العلمية الملقنة. ولنقل مثلا أن المستخدم تعرف على 10 مفاهيم يريد ان يطبق فيها. نسبيا، سيمكن القول ان هاته ال10 مفاهيم ستأخذ وقتا اطول في تطبيقها لو كانت مفهوما واحدا على سبيل المثال.

لا أحبذ تقييد الأمر بوقت، ولكن تقييده بمقدار معين من المادة العلمية افضل. هذا المقدار يحدده استيعاب الشخص ومدى تركيزه ورغبته في التعلم. فان كنت تشعر بالملل وعدم الاستيعاب بعد ساعة مثلا، فلن يتعين عليك الاكمال اكيد. بجانب أنك ستجد ان هاته المدة ستتمدد اكثر مع الوقت ومع تقدمك في المجال. سوف لن تكفيك ساعة للإلمام بمفهوم ما أو تطبيق مجموعة مفاهيم مختلفة بشكل متداخل.

إن العمل في العديد من مجالات الحياة الوظيفية للأسف قادر على إنهاء العديد من المسيرات التعليمية الناجحة، والتي تعتبر كفيلة بأن تحوّل مسارنا المهني من مجال ما إلى المجال الذي نمتلك شغفًا كبيرًا تجاهه. مثل هذه الوظائف والأعمال من النوع الذي لا أحبّذه على الإطلاق، فهي تكفي كي تجعل من حياتنا بعد فترة من الوقت جحيمًا، وبالإضافة إلى تأثيرها على مصائرنا التعليمية، فهي قادرة أيضًا على التأثير السلبي على العديد من جوانب حياتنا، الاجتماعية والعاطفية والنفسية.

لدي سؤال لطالما طرحته على نفسي وهو احيانا نسمع شخص ما يقول اعمل لمدة 18 ساعة

أعتقد أن الأمر هنا ليس في عدد ساعات العمل بل في مستوى التركيز بهم. فمن المستحيل أن يحافظ الإنسان على تركيزه كاملًا لهذه المدة والأرجح أنه بعد مرور بضع ساعات قليلة يجد نفسه يقلب الصفحات أو يكتب الأكواد بدون تركيز حقيقي أو انتاج حقيقي ومن المؤسف أنه قد لا يلحظ هذا على الإطلاق.

لذلك فالمهم ليس عدد الساعات والمقارنة بينها ليس لها معنى بس المهم هي الكمية التي تحصلها وتفهمها فهمًا عميقًا وإن احتجت ساعة واحدة لفعل ذلك فهو أهم شيء إذن وإن تخطيتها لتعلم مهارات أخرى فهذا أمر رائع لكن الاعتماد على عامل الزمن فحسب ليس الحل الأفضل على الإطلاق.

المادة العلمية المقدمة هي من تجعلني استطيع الجلوس أمامها فترة تضاهي ال 18 عشر ساعه، أو لا اطيق الجلوس دقيقة واحدة.

هناك شخص اعرفه يقضي في العمل 14 عشر ساعه، ليس شرطًا أن يكون عاملًا ولكنه متواجد في المكان 14 ساعه.

إن كان الحديث عن العمل الحر، فربما نقضي نفس هذا الوقت ولكن متفرق مثلًا على مدار اليوم.

من رأيي أن الشغف والحب لما افعله سواء كان عملًا أو تعليمًا هو ما يجعل الإنسان يقضي وقتًا طويلًا عليه أو لا يفعل

الان اشرحو لي هل يمكن الشخص وهو يتعل

المشكلة الرئيسية في هذا العصر هي التركيز, المواقع مثل تيك توك وفيسبوك وغيرها من المواقع التي توفر مقاطع سريعة وقصيرة وليس هذا فحسب، بل الالعاب ايضا.

مثلا مستوى ارتفاع الدوبامين اثناء مشاهد مقاطع تيكتوك لا يقترب من مستوى الدوبامين عندما تكون تتعلم لغة برمجية او حتى قراءة كتاب.

مستحيل سيحس بالملل لانه اصلا فهم الprint

التمرن مهم جدا في البرمجة والكثير من المجالات الاخرى كالرياضيات والطيران وتعلم اللغات، صحيح سيكون ممل لكنه ذو فائدة كبيرة، ان تتمرن على System.out.print(); طوال اليوم قد يساعدك مستقبلا في حل خطأ برمجي بعد كتابتك لشيفرات برمجية كبيرة، ايضا تتمرن على الدقة والتركيز اثناء كتابة اكوادك مستقبلا.

نصيحة للمتعلمين في هذا العصر:

التركيز هو العملة الرابحة اليوم في التعلم، فاحذر ان تجمع بين مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الفاشلة التي لا تقدم لك اي منفعة سيوا المتعة الحظية، والالعاب أيضا.

اتمنى ان اكون قد افدتك.