تسلم جزاك الله خيراً
1
الانتحال هنا ليس مقصوراً فقط على التاريخ أو الوقائع الحقيقية ولكنه يتضمن أيضاً الأعمال الأدبية المؤلفة ولا علاقة لها بالواقع؛ فقد تندمج مع عمل ما أو شخصية فيه، وتتخيل لو أنها في ظروف أخرى أو بيئة أخرى أو عصر مختلف كيف كانت ستواجه الحياة؛ فتضع تصورك ذاك في عمل آخر خاص بك ولكنه يعد منتحلاً من العمل الأصلي، أي أنه قائم عليه، مثال ذلك فيلم حبك نار الذي قام ببطولته مصطفى قمر ونيللي كريم هو منتحلاً من مسرحية روميو وجولييت
تعرضت لنفس تجربتك بالفعل في مراهقتي حتى إنني قاطعت الأدب المترجم تماماً، ولم يصالحني عليه إلا صالح علماني رحمه الله في ترجمته لرواية ماركيز "الحب في زمن الكوليرا" يومها أدركت أن العيب ليس في الترجمة وإنما في بعض المترجمين الذين لا علاقة لهم باللغة والكتابة وإنما هم أشبه بآلات تترجم ما أمامها دون إدراكه
أنظر بنفسك إلى ما ينتشر عموماً بين الجماهير سواء في الكتب أو الأعمال الفنية، هل هو ذو القيمة أم ما يلهب الغرائز سواء الجنسية أو العنف؟ وهل دور الفنان الحقيقي أن يستجيب لهذه الذائقة وينحدر إليها أم أن يحاول أن يرتقي بها ويعرض عليها النوع الآخر المخالف لها علها تستجيب وتنحو إلى ما يثمرها لا ما يقضي عليها؟
لا توجد وصفة سحرية للكتابة، وإنما احتراف الكتابة يكون بكثرة القراءة والتدريب على كتابة المسودات سواء في القصة أو الرواية، وعدم استعجال خطوة النشر، ولكن على أية حال حتماً ستكون الأعمال الأولى للكاتب ليست في جودة مايليها من أعمال بعد أن يتمرس في الأمر، حتى أن هؤلاء الكبار الذين ذكرتهم إذا ما قارنت بين أعمالهم ستجد أن باكورة أعمالهم كانت تتسم بالسذاجة مقارنة بالأعمال الناضجة التي تلتها
عذراً ولكن محمد جبريل كاتب معروف وله باع طويل في الأدب، كما إن انتشار بعض الأعما وسط القراء لا يعني أي شيء إلا أنها أعمال تجارية؛ فلا يوجد أشهر من أعمال أحمد مراد التي لا تحوي أي قيمة أدبية أو فنية وإنما تعتمد على مغازلة أذواق القراء المراهقين ومحبي الأفلام الأمريكية التجارية لتكون نواة لها في السينما المصرية