الطالب الموهوب لن يكون وحده، فهناك طلاب موهوبون مثله ويشاركونه في هذا التسريع، وسيشعر بالاعتزاز والفخر بنفسه وهذا يدفعه إلى مزيد من التألق والإبداع
1
يحتاج تسريع التعليم إلى دراسة متأنية وتخطيط مسبق ومن ثم القيام بعينات تجريبية على بعض المدارس ومعرفة السلبيات والإيجابيات وتقديم التغذية الراجعة واللازمة، فهو بلا شك يحتاج إلى خبراء تربويين ومتخصصين ودراية كاملة بالظروف المحيطة لبيئة التعليم. بالنسبة للدول هل هي مؤهلة للتعامل مع الطلاب المتفوقين ؟دفإنني أقول أن سبب جل مشاكلنا عدم تقدير أهل العلم وإنزالهم منازلهم التي تليق بهم، فإن الإنفاق على العلم يجب أن يكون من أولويات الدول، لأنه أساس نهضة الأمم
بالتأكيد نيوتن كان قادراً على إيصال معلوماته لكن قد يكون المشكلة في الطرف المستقبل بمعنى أنهم ليس لديهم المعلومات الكافية التي يستندون عليها لفهم ما يقوله نيوتن، والدليل على ذلك أن أحد المعلمين كان يصفه الطلاب المتفوقون بأنه عبقري في إيصال معلوماته وبعض الطلاب ممن لديهم تحصيل أقل لا يرون ذلك مطلقاً، فهل نقول أنه فاشل في إيصال المعلومة؟!!
إن فهمت شيئاً فإنك تستطيع إيصال هذا الفهم للشخص الآخر وليس بالضرورة أن يفهمك، فقد يكون استيعابه بسيط أوإدراكه بطيء جداً، لكن إن لم تكن فاهماً فلن تستطيع إيصال المعلومة بكل تأكيد. بمعنى آخر أنا أتحدث عن الشخص المرسل وليس المستقبل، أي أنك لو فهمت شيئاً فإنك تستطيع إيصاله كما فهمته بغض النظر إن فهم هذا الشخص المستقبل أم لا.
غالباً المؤسسات لا تلجأ لمثل هذا الحل، على اعتبار أنه يضيع الوقت في تجربة وإيجاد الشخص المناسب، وتستعيض عن ذلك بطلب شخص ذي خبرة في مجال عمله، مع أن الخريجين الجدد قد يكونون أكثر كفاءة من هؤلاء ولديهم الشغف والطاقة الكبيرة تجاه العمل وربما يرضون بأجور أقل. من الجميل أن يطور الشخص من مهاراته ومواكبة التجديد في تخصصه، فهذا شيء إيجابي ويتوافق مع كون العلم متطور ومتجدد باستمرار.
ربما التخصصات التي تخرج المعلمين ككليات التربية والآداب لم تعد تحظ بالمكانة الاجتماعية اللائقة، بالرغم من أن مهنة التدريس مهنة شاقة والمعلم يبذل جهوداً كبيرة لكنه لا يحصل على التقدير الكافي فضلاً عن أجره المتدني والذي لا يعكس الجهد المبذول، وهذا كله أدى إلى العزوف عن مثل هذه التخصصات واللجوء إلى تخصصات تحظ باحترام وتقدير الناس وإن كانت تخالف ميولهم وأهواءهم
التزوير مذموم في كل شيء وإذا كان التزوير في التعليم - على شرفه وعلو مكانته - فهذه كارثة ومصيبة، وكما قلتِ فهي إفرازات مجتمع غير واعٍ لأهمية العلم ومكانته وأن العلماء هم رأس الحربة للتصدي للجهل والتخلف في المجتمعات. لا بد من تفعيل المراقبة الجدية لمثل هذه الاختلالات ومحاسبة هؤلاء المرضى الذين يريدون أن يصعدوا سلم المجد والرقي دون كدٍّ ولا تعب.
قضية تزوير الشهادات موجودة ومثبتة وهناك شركات كبرى تقوم بإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة من الألف إلى الياء بمقابل مادي باهظ، بل إن هناك تواطؤاً من بعض الدكاترة مع هذه الشركات، أي أنها أصبحت تباع وتشترى.وهذه بلا شك جريمة بشعة تستحق الوقوف عندها ومحاسبة المتورطين فيها بمساعدة الجهات المختصة، لأنها إساءة لشرف العلم وطهارته.