محمد الفداح

9 نقاط السمعة
409 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
2

بين إجتماعية الروح و عزلة الوعي

"أنا لم أتغير، فأنا اجتماعيٌّ منعزل، أُخالط البشر من كل صنف ثم أهرب من الجميع باحثًا عن نفسي." هكذا يتجلّى التناقض الإنساني العميق في أبسط العبارات. يبدو هذا القول للوهلة الأولى وكأنه تعبير عن تذبذب في المزاج، لكن التأمل فيه يُفصح عن مأساة داخلية يعيشها الكثير منا: مأساة الانتماء والانفصال. الإنسان كائن اجتماعي في جوهره، لا يكتمل وعيه بذاته إلا من خلال تفاعله مع الآخر. نلجأ إلى الناس لنشعر أننا موجودون، أن أفكارنا مسموعة، أن تجاربنا مفهومة. لكننا في الوقت
2

مفارقة : "نعيم الجهل، جحيم الوعي"

في صحراء الوجود، يلتقي الجاهل والواعي، لا كعدوين، بل كوجهين لحقيقة الإنسان. الجاهل يعيش في سكينة، لا يسأل، لا يشك، ولا يرى في العالم إلا ما يُريح القلب( يتغافل عن الأشياء التي ستشغل عقله). أما الواعي، فقد انكشفت له أسرار الحياة، فصار يسير مثقلًا بأسئلته، مدفوعًا بشعور داخلي لا يهدأ عقله الباطن يدفعه لتحليل كل شيء، يرغب في أخذ قطرة علم من كل شيء. يتبادلان النظرات والكلمات، فيدافع الجاهل عن بساطته، ويصف وعي الآخر بأنه عذاب لا طائل منه. بينما
4

سألني صديقي: هل ترغب في أن تصبح مشهور .؟لحظة الرغبة ما هي الرغبة ؟

الرغبة ليست مجرد شعور عابر، بل هي قوة داخلية تحرك الروح وتزرع فيها بذور الطموح. هي الحافز الذي يجعلني أتجاوز حدود الخوف والروتين، وأتجه نحو تحقيق ذاتي وأحلامي. أحيانًا تكون الرغبة ضبابية غير واضحة طريقها غير معبدة ، تحتاج إلى تأمل عميق و تخطيط دقيق، لنسقط في مفارقة تجعلنا نتساءل بين ما يفرضه علينا الخارج وما ينبع من الداخل. الرغبة الحقيقية تولد من شرارة الشغف البحث عن الذات فيبقى السؤال هنا صدق النفس و القيم الداخلية يتوافقان مع صعوبة الواقع