ربما العالم ليس عشوائيًا بالكامل، لكنه أيضًا ليس منظمًا كما نود أن نتصور. نحن نبحث عن المعنى لأن عقولنا لا تتحمل الفراغ، فنحن من نخيط النسيج، ونرسم الألوان، ونحاول إعطاء الفوضى ملامح يمكننا فهمها. لكن الحقيقة قد تكون أكثر قسوة: ما نراه أثرًا قد يكون مجرد لحظة تتلاشى، وما نعتقد أنه بصمة قد يضيع مع الزمن. قد لا يكون السؤال: هل نترك أثرًا؟ بل: هل الأثر نفسه بحاجة لمن يلاحظه حتى يكون له معنى؟ إن كانت الإجابة نعم، فوجودنا مرتبط
0
وجهة النظر التي نتبناها عند التعامل مع أي موقف تصنع الفارق الأكبر في ردود أفعالنا وقراراتنا. عندما ننظر للأمور بعاطفة خالصة، فإننا نميل إلى إسقاط توقعاتنا على الآخرين، فنشعر بالخذلان عندما لا يتصرفون كما كنا نأمل. ولكن حين نبدّل زاوية الرؤية ونضيف بُعد التفهّم، نكتشف أن لكل شخص معاركه الخاصة التي قد لا نراها. لكن هنا يبرز سؤال مهم: إلى أي مدى يمكننا تبرير تصرفات الآخرين دون أن نهمل مشاعرنا نحن؟ فكما أن لصديقتك ظروفها، فإن لكِ أيضًا مشاعرك التي
صحيح أن البدايات الجديدة لا تعيدنا كما كنا، لكن ربما ليست المشكلة في التغيير نفسه، بل في وعينا به. أحيانًا لا ندرك أننا تغيرنا إلا بعد أن نقف أمام المرآة ولا نعرف من نرى. المسألة ليست فقط أن يكون التغيير إيجابيًا، بل أن يكون مفهومًا، أن نتصالح مع النسخة الجديدة منا بدل أن نهرب منها. لأننا مهما حاولنا، لن نعود كما كنا، ولكن يمكننا أن نصبح شيئًا نستطيع العيش معه دون أن نشعر بأننا غرباء داخل أنفسنا.