سأقف ولن أستوقف ، وسأبكي ولن أستبكي ، فأنا لا أريد لأي شخص كان أن يشاركني حزني ، أريد أن أكون في كل شيء وحدي ، وحدي مع نفسي. لك الله أيها الكاتب المكلوم بقسوة الأيام ، أين العمر وما منه مر؟ أين عشرون عاما التي قضيتها ؟وكأنها ما مرت ولا كانت ، أين أفراحها وأتراحها؟ أين ما حققت فيها وما لم أحقق؟ أين التعلمات والانجازات؟ أين جميلها من رديئها؟ بل أين أنا منها كلها؟ ماذا صنعت؟ وكيف سرت؟ وإلى
قريتي
يتلاشا الدوار تدريجيا كلما طوت سيارة التاكسي الطريق مقتربة من القرية. الدوار سنة طريق أفعواني يشطر جبلا إلى نصفين. بدأت تظهر بوادر وصولي إلى قريتي ، معالم على الطريق أعرفها مذ كنت صغيرا ، مازلت أذكرها حين كان أبي يأخذني معه إلى سوق القرية ، كنا نمر من ذي الطريق ، لم يطرأ عليها تغير كبير ، مازالت الملامح الكبرى لوجهها العجوز بادية من بعيد كنار قِرىً فوق علم يراها السائرون في السرى يحيط بهم الظلام في صحاري التيه ،
في الحجر
في غرفة مستطيلة من إحدى غرف منزلنا الصغير ، ووسط عتمة من السراب الغريب ، كانت البداية ، خيط رقيق من شعاع النور المسائي ينبثق من خلال النافذة كأنه ناموس من عالم النور جاء يخترق بحقيقته النورانية أشباحا سوداء من عالم الشياطين ، تسكن الظلام وتستقر في الزوايا المدلهمة والأركان المسودة ، تدق نواقيس طقوسها الشيطانية المستمدة من عالم الجحيم حيث عرش إبليس منصوب له ليلقي فوقه خطبته التي تكشف زيف آماله الموعودة ووعوده المغرورة ؛ لكنها خطبة صدق لو