معايير القوى في الأنمي

استلهام الفكرة؟

هناك عدة عوامل تسببت في نشأة فكرة (الطاقة الروحية) سواء كانت هذه الطاقة عبارة عن نين، أو كي، أو هاكي، أو تشاكرا، أو أيا يكن. قد تكون ببساطة طاقة سحرية كما في فيري تيل، الخيميائي الفولاذي، وبلاك جلوفر. يُستعان بهذه الطاقة، كمعادل بصري وسمعي يُظهر لنا حجم ومقدار قوة كل شخصية، وقدر الصدام بينهما. لأنني عندما ألكم شخص ما، في أنفه، لكمة خفيفة تحطم أنفه تماما، لكمة خفيفة قد لا تنتبه لها. في الواقع، هناك معارك تحدث على مستوى صامت، ويكون فيها اشتباك بالنصال. هذا على أرض الواقع، وقد يقع أحدهم قتيلا، دون أن يدري به أحد. وقد تعرضت بنفسي لعدد لا يُحصى من المشاكل أوقعتني في خناقات ومعارك لا أول لها ولا آخر.

لذا يتم تمثيل الصدام بشكل حسي للمشاهد، مثلا في أفلام الأكشن العربي، تجد صوت طاخ، وبوم، وطش، في الواقع، لا يشترط أن يحدث أي صوت عن الاشتباك، وفي آخر مرة اشتبكت فيها مع صعايدة ودارت معركة حامية بالعصا والشوم وسالت الدماء، وأصلا كنت داخل أحوش لقيت نفسي تحولت لضحية، حاولت انسحب فعجزت عن ذلك حتى قاتلت، ولكن الخلاصة، لا أتذكر إني سمعت صوت العصا على الجسد (ربما يمكنك أن تسمع طرقعة لما كانت العصا تخبط العصا).

على صعيد آخر، تساعد هذه الطاقات المبثقة على تشكيل هالات بصرية، تمثل الطاقات الروحية، المعانية المجازية، وأيضا، التدفقات النفسية لخصمين قبل معركة. لو شاهدتي أفلام الساموراي القديمة في الأبيض والأسود، سوف تشعرين أن هناك هالة تتدفق قبل الاشتباك، في العادة لا يستمر القتال طويلا، دقائق ورأس أحدهم تسقط. نفس الأمر يحدث في أفلام الغربي الأمريكي، في ثانية واحدة يسقط أحدهما ميتا ورصاصة في رأسه أو قلبه. ولكن اللحظات قبل ذلك، تشعر أن هناك هالة هائلة تغطي المكان. وبما إن جزء كبير من أعمال الأنمي موجه للصغار قبل الكبار، استعاض عن هذا التوتر بهالات بصرية مبنية على طاقات سحرية.

كان لدينا زمان في منطقتنا خصمين قويين، لما التقيا، ودون أن يشهر أحدهما سلاحه على الآخر، الشارع كله تجمد من قوة الهالة أو الطاقة النفسية والحضور. نفس الأمر حدث مع والدي زمان -رحمه الله- لما وقف أمام شاب فتيّ يصغره بسنوات، كان جسمها عضليا ومشدودا، ومعروف بإجرامه، ووالدي كان وقتها على قرب الستين من عمره، لكنه كان لا يزال يتمتع بصحته وعلى نحو جيد جدا، ضف على ذلك جرأته، وخبرته، ومهاراته في القتال. كانت لحظة صعبة فعلا.