إليك هذا المثال: لديك حساب على gmail أو على فيس بوك أو على أية خدمة أخرى، وتستخدم كلمة سر كنت تعتقد بأنّها قويّة وغير قابلة للتخمين (ربما استخدمت كلمة سر من 36 محرفًا احتوت أرقاما وحروفًا وعلامات خاصة)، لكن بعد فترة ولسبب تجهله يتعرّض حسابك للاختراق ولا تجد طريقة لاسترجاعه. ربما بعد بحث طويل تكتشف بأنّك كنت تستخدم كلمة السّر نفسها على خدمة أخرى تعرّضت هي للاختراق، وقام أحد المُخترقين بتجربة كلمة السر تلك التي كنت تعتقد أنه لا يُمكن لأحد أن يخمّنها على بريدك الإلكتروني (أو حسابك على فيس بوك) وتحكّم بشكل كامل فيه. وربما أصابك الإحباط أيضًا لأنه حتى كلمات المرور القوية والطويلة قد لا تسلم من الاختراق. فما الحل إذن؟
بداية أودّ أن أشير إلى أن الحماية التّامة من الاختراق هو أمر صعب التّحقيق إن لم يكن مستحيلًا، ولو وضعتك جهة ما نصب عينيها، ولو كانت تلك الجهة تملك ما يكفي من الموارد (خاصّة إذا كانت حكومية) فإن اختراق حسابك قد يكون مجرّد مسألة وقت، ربما ليس عبر تخمين كلمة السّر الخاصة بك بالضرورة، لكن عبر طرق أخرى. لكن رغم ذلك لا يعني بأنه لا يجب أن نحاول حماية حساباتنا بكل ما أوتينا من قوّة، فقد لا تكون عرضة للاختراق من جهات حكومية أو قوّية، لكن هناك الكثير من العابثين على الإنترنت ممن لا يهمّهم من تكون بالضرورة بقدر ما يهمّهم اختراق أكبر قدر من الحسابات، وعادة يكفي أن تجعل من مهمة اختراق حسابك أعقد بقليل (أو بكثير) ليدعوك وشأنك وينتقلون إلى ضحيّة أخرى.
نعود إلى مثالنا السّابق، هل يمكن جعل اختراق الحساب مهمّة أصعب/أعقد؟ الجواب يكمن في استخدام الاستيثاق الثنائي Two-Factor Authentication أو ما يُعرف عادة اختصارًا بـ 2FA.
لقراءة كامل المقال:
التعليقات