المال يفسد كرة القدم

موضوعك أثار إنتباهي يا علي ، رغم عدم موافقتي وجهة نظرك المحترمة.

إن كنت مكانهم أنت يا علي ، ألا ذهبت يا صديقي إلى أفضل مكان و أحسن راتب . هذه هي المعادلة .

إنها في النهاية لعبة و لكنها ليست لعبة كرة قدم في نظرهم بل لعبة إقتصادية و مالية مربحة. 22 لاعب يركضون خلف كرة و 3 حكام يتابعون أدائهم . 22 لاعب يحصدو الملايين ، و المؤسسات تحصد المليارات ، و المشجعون هم من يدفعون لهم الرواتب و الحوافز لقاء لحظات من التعصب و الفرح الهستيري و النقاش و الجدال بالساعات و الأيام الذي لن يحرك كوكب بلوتو عن موضعه و لن يزيد راتب معلم و لن يعالج طفل يحتاج علاج.

بالفعل وقد نجد الأمر تفاقم في الأونة الأخيرة واصبح المال يؤثر على صناعة كرة القدم بطرق مختلفة ومتعددة. فالمال لا يمثل فقط حجم الاستثمارات التي تتوفر للأندية والمنتخبات واللاعبين، بل يمثل أيضا الحجم الاقتصادي الذي تحققه صناعة كرة القدم والذي يمكن أن يؤثر على الاقتصاد العام للدول. وبالرغم من أن المال هو جزء أساسي من الرياضة، إلا أن الاعتماد الزائد عليه قد يؤدي إلى تحول كرة القدم إلى نوع من الأعمال التجارية، وقد يؤدي ذلك إلى تغيير الهدف الأساسي من اللعبة، وإلى التركيز على النتائج والأرقام والأرباح بدلا من التركيز على الجوانب الرياضية والمنافسة الشريفة.

ويمكن أن يؤثر المال على الرياضة سلبًا في العديد من الأحيان، فقد يؤدي إلى تشجيع الفرق على ارتكاب مخالفات من أجل الفوز والحصول على المال، وقد يؤدي أيضا إلى زيادة الضغط على اللاعبين والمدربين لتحقيق النتائج المرجوة بأي ثمن. ومن ثم، يمكن أن يؤدي المال إلى انحراف اللعبة عن مسارها الطبيعي وتكبد خسائر كبيرة للمشجعين والمتابعين.

ومع ذلك، يمكن استخدام المال بشكل إيجابي في كرة القدم، عن طريق دعم المرافق الرياضية وتحسين الظروف المعيشية للرياضيين، وذلك قد يؤدي إلى تحسين جودة اللعبة والنتائج الرياضية. كما يمكن استخدام الأموال لتطوير البنية التحتية للأندية وتوفير التجهيزات والمعدات اللازمة لتحقيق أفضل النتائج، وذلك من خلال الاستثمار في التقنية والبحث والتطوير.

المال يفسد كرة القدم

مناقشة هذا الموضوع بالتحديد أعتقد يا علي أنه منقسم إلى قسمين، قسم التلاعبات المالية داخل الأندية من أجل الصعود والهبوط في الدوريات والمسابقات المحلية، الإقليمية والدولية، وقسم آخر هو قسم دخول المال في الإستثمارات الكروية والإنتقالات الخاصة باللاعبين.

في المسألة الأولى أعتقد أن الأمر خطير وأصبح يُفسد الكثير من المتعة في عالم كرة القدم ومختلف الرياضات اﻷخرى ويمثّل ذلك بلا شك الفساد الرياضي.

أما في المسألة الثانية، فأعتقد بأنه أمر طبيعي للغاية، صحيح قد يتابع عشاق كرة القدم أحد نجوم كرة القدم حينما يختار فريقا من دوريات ضعيفة المستوى بهدف جمع الأموال وغيرها فلا يعجبه المرء وهذا من حقه كمتابع للراضة وللنجم، لكن في النهاية من يدفع المال ومن يحظى به هنا في إطار قانوني مشروع.

أعتقد أنه علينا التوقف عن النظر إلى كرة القدم على أنها مجرد لعبة أو تجارة، بل هي منظومة اقتصادية كاملة، وتجارة استثمارية مربحة، أما بالنسبة لانتقال اللاعبين إلى دوريات تصنف على أنها "ضعيفة" فلا أراه تقليلاً من مسيرة اللاعب وفي الوقت نفسه لا أجده فيه إفساداً لمتعة الكرة، بل أرى أننا متجهين نحو إنهاء هيمنة الأندية الأوروبية الكبيرة على كرة القدم وفتح الباب أمام الأندية والدوريات الأخرى التي بدأت تستثمر في تطوير منظومتها الكروية بالملايين والمليارات على أمل الصعود بالمنافسة، وتحقيق قفزة اقتصادية واعلامية وسياحية ورياضية في الوقت نفسه.

ولكن من ناحية أخرى فالتركيز على الجانب المادي لكرة القدم سيعود بأثر سلبي كبير على اللعبة ومتعتها على المدى البعيد خصيصاً، ومع الأجور الخيالية التي تدفع حالياً أرى بأنه وجب التحرك فوراً لتحديد سقف معقول للأجور المقدمة للاعبين على غرار الوظائف الأخرى.