بعد غيابي عن الكرادة داخل لمدة 4 اشهر تقريبا وانشغالي … قررت اليوم زيارة احد اصدقائي في احدى ازقة الكرادة داخل .. الكرادة داخل معروفة بضجيجها وهذا الضجيج من كثرة الناس والسيارات التي تمر فيها وكذلك ضجيج المولدات الكبيرة .

تخللت هذه ال4 اشهر مختلف الاحداث … فمن الممكن في هذه ال4 اشهر ان تغير كل شيء عن السابق ,, فهنالك ناطحات سحاب بنيت في 4 اشهر وهنالك معامل انشئت بنفس الفترة والكثير من المنجزات التي يستارعون فيها الدول مع الزمن .

ولكني رايت ال4 اشهر في الكرادة داخل بتقدمها ولكن الى الوراء … ففي باديء الامر كنت افكر كيف اضع سيارتي … فكل الكراجات بوقت الثامنة مساء مكتضة ومزدحمة ..

فتذكرت انه كان لي صديق اسمه خالد ولديه كراج في احدى الازقة المطلة على ابو نؤاس .. فقلت خالد هو الحل الوحيد وحتى لو كان الكراج مكتض بالزحام فانه من الممكن ان يضع مكان خاص للمعارف.

دخلت للكراج وشاهدت وضعية السيارات … الكراج شبه فارغ .. خالد لا يوجد .. لا يوجد احد .. وضعت سيارتي في احدى الاماكن وانا انتظر احد من اصحاب الكراج .. وبعد لحظات خرج لي خالد من غرفة مكتضة بالظلام الدامس حيث تخيلتها بانها مهجورة .. وبعد السلام .. زرت صديقي الذي كان احد ضحايا احدى التفجيرات وقد كان مصاباً .

انتهت وقت الزيارة وخرجت لاتمشى كعادتي في شارع الكرادة داخل وكنت اذهب على الطرف الثاني لكون الطرف القريب مكتض بالزحام .. ولكن هذه المرة فهو فارغ من كلا الطرفين .

الهدوء يعم فيها كانها تجاوزت ال١٢ ليلاً .. اسمع اصوات الرياح كانها اصوات الموتى تنادي للعودة للحياة الدنيا او اصواتهم ليقولوا لنا نحن ضحية فيها .. احس بالبرد بسبب الجو ولهفات قليلة من الحر كانها الارواح تتنفس بيننا … خطر في بالي اذا حدث انفجار مفاجيء سوف يصبح لي عدد من الاعداد المستمرة اليومية التي لا تنتهي … اضواء السيارات كانها اضواء النجوم في السماء تنير من امكانها البعيدة نعم اني اشعر بالخوف … لا اعلم لماذا !!؟ ولكنه بحقيقته وجسده وروحه.

فهنا لاحظت 4 أشهر ممكن تغير كل شيء فهنا غيرت رقم الضحايا فهو بازدياد واغلاق المحلات بوقت مبكر ما عدا المحلات التي هجرت منذ ايام او اسابيع وحتى اشهر .

يارب شافي الجرحى .. وارحم الموتى … فانت على كل شيء قدير .

تويتر

@AwsYasseen

لزيارة المدونة