حين نتحدث عن الصبر، نحن لا نحكي عن صبر عادي… بل عن صبر الأنبياء.
الرسل ما جاؤوا ليعيشوا حياة هادئة…
بل جاؤوا ليعلّموا البشرية معنى التضحية، الثبات، والرضا بقضاء الله.
✨ سيدنا نوح عليه السلام
صبر 950 سنة يدعو قومه، ولم يؤمن معه إلا قليل…
سُخر منه، وواجه الرفض مرارًا، لكنه لم يتوقف.
قال: "ربِّ إني دعوت قومي ليلًا ونهارًا"
صبر حتى جاء الفرج مع الطوفان، ونجا المؤمنون، وبقيت قصته عبرة.
✨ سيدنا إبراهيم عليه السلام
كُسرت أصنام قومه، فاتّهموه… فألقوه في النار.
تخيّل أن يُربط بالحبال ويُرمى في لهب مشتعل، لكنه لم يصرخ، بل قال:
"حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل"
فقال الله للنار: "كوني بردًا وسلامًا."
وصبر حين أُمر بذبح ابنه إسماعيل… قلبه أبٌ، لكنه قلب مُسلم أيضًا.
✨ سيدنا يوسف عليه السلام
أُلقي في البئر، وبِيع كعبد، وسُجن ظلمًا…
لكنه لم يُشعل قلبه بالانتقام، بل بالصبر والثقة بالله.
وحين واجه من ظلمه، قال:
"لا تثريب عليكم اليوم."
✨ سيدنا أيوب عليه السلام
مرضه طال سنوات، وفقد ماله وأولاده…
لكن لسانه ما قال "لماذا أنا؟"، بل قال:
"ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين."
فجاء الفرج بعد صبر، وضُرب به المثل في الثبات.
✨ سيدنا موسى عليه السلام
كُلّف برسالة عظيمة، يواجه فيها فرعون نفسه…
قلبه خائف، لكن ثقته بربه سبقت خوفه.
شُتم، وعُصي، ورأى الظلم، وصبر، حتى شق الله له البحر.
✨ سيدنا عيسى عليه السلام
وُلد من غير أب، وقومه لم يرحموه ولا أمه…
كذبوه، آذوه، خططوا لقتله، لكنه دعاهم بلين ورحمة.
صبر على القسوة، ولم يضعف صوته بالحق.
✨ وسيد الخلق… محمد ﷺ
اتُّهم بالكذب، طُعن في عرضه، ضُرب بالحجارة، أُخرج من بلده، حوصِر، جاع، دفن أولاده بيديه، رأى أصحابه يُعذبون…
ومع ذلك… قال وهو يُدمى جسده:
"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون."
هكذا كان صبرهم… لا ضعفًا، بل قوة في أعلى مراتبها.
كانوا بشرًا مثلنا، لكن قلوبهم مع الله دائمًا.
فلا تقول: "ما أقدر أتحمّل."
تذكرهم، وقل:
"اللهم ارزقني صبر النبيين، وثبات المؤمنين، ورضا المحبوبين."