نقل مركز الإسلام من القرآن إلى السنة

من المهم أن ندرك أننا نريد تغير أدوات ومفاهيم التفكيروليس تغيير الدين ، وأن الإسلام لا يمكن اختزاله في الطقوس الشعائرية واللباس .

الإسلام هو أسلوب حياة كامل يشمل جميع جوانب الوجود البشري ، بما في ذلك الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والروحية.

ويقدم لنا التنزيل الحكيم مراحل التطور البشري والوعي الإنساني في كل مراحل التاريخ ، وحين يتم اختزاله في الشعائر ، مع أن الصلاة والصوم والحج والعمرة من الطقوس المهمة في الإسلام ، فهي ليست الجوانب الوحيدة في الدين.

 يقدم لنا التنزيل الحكيم إرشادات شاملة حول كيفية عيش الحياة الصالحة والتفاعل مع الآخرين وإعلاء العدل والرحمة.

كما يقدم الكثير من الأسس المعرفية التي غفل عنها المسلمون ، وتحول التنزيل الحكيم إلى كتاب للبركة ، بدل أن يكون كتاب هداية في المعرفة والتشريع والقيم .

بالإضافة إلى ذلك ، فإن مفهوم الحشمة في القرآن لا يعني ارتداء الحجاب فهو ليس الشرط الوحيد للباس المحتشم في الإسلام.

 الاحتشام في هو مفهوم إنساني وهو مفهوم أوسع من اللباس ، يشمل أكثر من مجرد اللباس، وينطبق هذا المفهوم على كل من الرجال والنساء.

علاوة على ذلك، ليس من المناسب إعطاء الأولوية للحديث والروايات على القرآن ، أو حتى مساواتها به

 في حين أن السنة هو مصادر من المصادر المهمة التعرف على الإسلام ، ويجب فهمها وتفسيرها في ضوء القرآن ، وهو المصدر الأساسي للإرشاد الإسلامي وبما يتوافق مع القرآن الكريم .

ولا يجوز بحال من الأحوال من مساواة أي مرويات بكتاب الله ، وهو يبيين لنا بالتفصيل أنه كمصدر للدين الإسلامي مصدر يقوم عل التمام والكمال ولا يحتاج لأي تفصيلات أخرى لفهمه ، لأن مفاتيح معرفة القران الكريم في داخله .

فلا ينبغي اختزال التدين في الإسلام في مجرد الظواهر الصوتية العاطفية والانفعالية والشعائر على أهميتها.

بل يجب علينا أن نعرف أن كتاب الله كتاب هداية ويشمل على الشعائر والشرائع والصراط المستقيم والغيبيات والقصص القرآني وفيه اسرار معرفية مهمة .

 ويؤكد الإسلام على أهمية المعرفة والفهم والعمل الصالح المتمثل في الإنتاج .

 يجب تشجيع المسلمين على طلب العلم، والتفكير في معاني القرآن من خلال البحث والدراسة والتدبر ، والعمل وفقًا للمعتقدات الإسلامية من خلال السعي لتقديم مساهمات إيجابية للمجتمع.

فالقرآن بدأ بـ (اقرأ) ومن المهم للمسلمين أن يسعوا باستمرار لتعلم وفهم تعاليم الإسلام، بدلاً من الركود العقلي والجمود المعرفي .

القرآن يشجع على التفكير النقدي والتفكير المعاصر ضمن السقوف المعرفية، والمطلوب تشجيع المسلمين على الانخراط في المساعي الفكرية من أجل فهم أفضل لتعاليم الإسلام وتنفيذها ، والسير في ركاب الصراط المستقيم المتمثل في التطور المعرفي والتشريعي والحفاظ على القيم والأخلاق ، وقراءة القرآن الكريم قراءة معاصرة تراعي التطور المعرفي والتشريعي وتحافظ على منظومة القيم الإنسانية والنظم الأخلاقية .

بقلم ماهر عساف