هذا العام رمضان بلا عٌمرة، وحج بلا حٌجاج

كتبت: تسنيم صعابنة

10-7-2020

الشعور بالخيبة، والحزن الذي سيطر على العالم الإسلامي، إثر إعلان السلطات السعودية تنظيم الحج بعدد محدود من الحجاج من المواطنين والمقيمين داخل المملكة ودون مشاركة أحد من الخارج، فمعظم المسلمين ينتظرون موسم الحج بفارغ الصبر، وخاصة كل من وقع عليه القرعة لهذا العام، وغالباً ما ينفقون مدخراتهم للسفر لأداء المناسك، وينتظر بعضهم سنوات طويلة حتى يحصلوا على موافقة من سلطاتهم وسلطات السعودية للحج، فشكل قرار الرياض صدمة كبيرة لهم.

فهذا العام سيكون صحن الكعبة فارغ، وجبل عرفات بلا طواف، ولا إحرام، ولا عمرة مقبولة ستقال لأحد، ولا سعي مشكور سيسمعها أحد.

هل هذه المرة الأولى التي يتعذر على المؤمنين تأدية ركن دينهم الخامس أم حصلت قبل ذلك؟

الحج الممنوع: مجازر وسيول وأوبئة وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، و40مرة أغلقت مكة أبوابها بوجه الزائرين، وأصبح ثابتاً هذا العام أن لا عمرة في رمضان.

طالب وزير الحج والعمرة السعودية، محمد صالح، إرجاء الحجوزات وطلبات السفر للملكة بغرض تأدية مناسك الحج هذا العام ما اعتبره كثيراً تمهيداً لإلغاء مناسك الحج، وربما تكون هذه المرة الأولى التي يشهد بها المسلمون إلغاء الحج بوجه الحجاج في العصر الحديث، لكنها بلا شك ليست المرة الوحيدة.

هل يجوز إلغاء الحج؟

يٌعد موسم الحج التجمع السنوي الأكبر في العالم، ويضم حجاج من مختلف جنسيات العالم، وقرار منع الحج هذا العام يرجع إلى العلماء والشيوخ وأهل الخبرة، ونحن الآن نعاني من جائحة عالمية لا ترى بالعين المجردة ولا نستطيع إيقافها ولا نعلم مكانها أو متى ستنتهي؟ وحرصاً على مصلحة العباد فلا بد من إلغاء أي تجمهر يشكل خطر على حياة البشر، خاصة وأن الحج يجمع الملايين من البشر الأمر الذي سيؤدي إلى كارثة عالمية لو حدث بالفعل واختلطت هذه العالم مع بعضها البعض في ظل انتشار فيروس كورونا.

هل يجوز إعطاء تكاليف العمرة أو الحج للفقراء؟

قال الشيخ عبد الحميد الأطرش: "إن من كان قد اعتمر من قبل ونوى عمل عمرة أخرى قبل قرار الإلغاء فمن باب أولى إعطاء هذا المبلغ للفقراء وعمال اليومية الذين تضرروا من عدم الذهاب لعملهم بسبب فيروس كورونا، وأن من نوى الذهاب للحج هذا العام فأولى به توجيه هذ المبلغ إلى الفقراء والأسر المتضررة من كورونا وسيحصل على ثوابين ثواب الحج وثواب مساعدة الفقراء".

أما وزير الصحة السعودي، توفيق الربيعة، "أكد أن قرار الحج هذا العام جاء للحفاظ على سلامة المسلمين، بينما صرح وزير الحج والعمرة السعودي، الدكتور محمد صالح، أن الحج هذا العام سيكون لمن هم أقل من 65عاماً، مع التأكيد على أن كل شخص يجب أن يكون لا يعاني من أي أمراض مزمنة، بالإضافة إلى أنهم سيخضعون لفحوص كورونا قبل تأدية المناسك، وبعد الحج ستوجب عليهم الالتزام بحجر صحي لمدة 14 يوماً".

وبالنسبة لمشاركة الحجاج من الخارج فلم يكون هناك أي مشاركة خارجية، حتى لو أجروا فحوص كورونا، علماً بأن أعداد الحجاج ستكون محدودة.

ومن الأحداث التي تسببت في إلغاء الحج: (وفقاً لموقع عمون)

مذبحة

ففي عام 865 م، أُبطل الحج بعد أن شهد مذبحة على صعيد عرفة، عندما هاجم إسماعيل بن يوسف العلوي هو ومن معه الحجاج فقتلوا أعدادا كبيرة.

اختطاف الحجر الأسود

وفي عام 930م، سرق القرامطة الحجر الأسود وغاب 22 عاما، وأغاروا على المسجد الحرام معتبرين أن الحج من شعائر الجاهلية.

فتن

وفي عام 983م قيل إنه لم يحج أحد من العراق بسبب الفتن والخلافات بين خلفاء بني العباس وخلفاء بني عبيد.

الحملة الفرنسية

وفي 1213 هجرية توقفت رحلات الحج في أثناء الحملة الفرنسية، وفي سنة 1344 هجرية، حدث ما سمى بالمحمل المصري وتسبب عنه انقطاع الحج تمامًا من مصر.

وفي 1253م، عاد أهل بغداد للحج بعد توقف دام 10 سنوات بعد وفاة الخليفة المستنصر، وفي1257 لم يحج أحد من أهل الحجاز، ولم ترفع راية من رايات الملوك في مكة.

الطاعون

وفي 1814م مات نحو 8000 شخص في الحجاز بسبب الطاعون، وفي 1831 م تفشى وباء هندي، خلال موسم الحج، ومات بسببه كثير من الحجاج من 1837 حتى 1840 شهدت الحجاز تفشي الأوبئة.

الكوليرا

من 1846 حتى 1883م تفشى وباء الكوليرا، في 1858م انتشر وباء دفع الناس للهروب من الحجاز، وتم حجرهم صحيا، في 1864 م شهد موت ألف حاج يوميا لتفشي وباء شديد الخطورة، في 1871 تفشى الوباء حتى اضطر الأطباء المصريون للسفر إلى مكة.