سؤالٌ راودني الآن، هل توجد لغة برمجة واحدة على الأقل تكتب باللغة العربية أو بالحروف العربية؟ وإن كان يوجد فلما هي ليست منتشرة على الأقل في أوساطنا العربية، ومن بدأها ومن يقوم بتطويرها؟
وإن لم يكن هنا تلك اللغة فلِما لا توجد وما الذي يمنع؟
نقلاً عن المُبدع عبد المهيمن
برمجة مفسر بسيط يشغل بضعة أكواد كتبت بلغة عربية أمر ممكن وليس صعب خصوصاً ان كانت لأغراض تعليمية أو موجهة للأطفال لكن برمجة لغة برمجة عربية "حقيقية" عامة الأغراض يحتاج عشرات السنوات من البرمجة. الوقت ليس ببرمجة مفسّر اللغة كما يظن البعض بل ببرمجة آلاف المكتبات التي نستخدمها الآن وعمل غلاف حولها بلغة عربية بالاضافة لجميع الخصائص التي يوفرها النظام بدأ من حجز الذاكرة والتعامل معها، التعامل مع الملفات، بروتوكولات الشبكات، الاتصال مع قواعد البيانات، مكتبات الرسوم والتعديل على الصور، مكتبات التشفير.. الخ.
اليوم، أغلب البرامج تبنى على مكتبات جاهزة استغرق برمجتها ملايين ساعات العمل. هل من المنطق أن نعود 40 سنة للوراء ونعيد برمجة كل شيء من جديد بلغة عربية؟ أنا لم أرى مبرمج فرنسي مثلاً يبرمج بلغة برمجة فرنسية ولا ياباني يبرمج بلغة برمجة يابانية. لغة روبي كمثال، مطورها ياباني لكن اللغة انكليزية وأي لغات برمجة نصها غير انكليزي، ان وجدت على الأغلب هي محاولات عشوائية وليست جادة.
في لغات البرمجة، الأفضل أن نكمل من حيث بدأ الآخرين وألا نعيد اختراع العجلة. أنا مع تطوير لغات برمجة جديدة لكن جعلها بنص عربي، بقدر ما تستهويني الفكرة الا أن هذا فعلياً أمر غير واقعي الآن.
يوجد عدة لغات باللغة العربية لكن أظن أن أكثرها جدية هي لغة الأسس (
) فهي تُطور بشكل جدي وتطلق إصدارات جديدة بشكل دوري (سيطلق إصدار جديد منها قريبا).
لأنها رغم حيوية المشروع ما زالت في بداية الطريق. لاحظ أنها ما زالت على الإصدار 0 وفريق العمل لم يشرع بعد بتسويقها بشكل جدي بانتظار نضوجها أكثر لتكون مرنة بما فيه الكفاية للاستعمال في مشاريع حقيقية. لحد الآن كل عمليات التوعية بالمشروع كانت في زاوية ضيقة تهدف بالأساس لإيجاد مساهمين في المشروع وليس لإيجاد مستخدمين. لا يمكن مقارنة لغة برمجة بأمور أخرى مثل مكتبة برمجية أو تطبيق أو موقع، اللغة تحتاج بيئة متكاملة في كل النواحي وليس فقط مترجم. حاليا، اللغة يمكن استخدامها لتطوير برامج سطح المكتب أو خوادم الويب أو ألعاب أو برامج تعمل في سطر الأوامر، لكن هذا كله لا يكفي فهناك هذه الجوانب التي تحتاج للتطوير قبل أن تكون جاهزة للتسويق كلغة ملائمة للأعمال التجارية:
تجهيز بيئة تطوير (IDE) تدعم اللغة العربية. حاليا يتم تطوير برامج الأسس باستخدام محرر gedit، لكن هذا ليس مثاليا.
تحسين الوثائق والشروح.
توفير بعض الخاصيات في اللغة نفسها لتسهيل التعامل مع المؤشرات وسلاسل المحارف وما شابه (سيتم هذا في الإصدار القادم) بدل الوضع الحالي الذي هو مشابه في صعوبته للغة السي.
توفير مكتبات لتطوير تطبيقات الويب بسهولة. حاليا يمكنك كتابة شفرة الخادم لموقعك باستخدام الأسس لكنك ما زلت تحتاج لجافاسكريبت لواجهة المستخدم. جدير بالذكر أن الفريق يعمل على تصميم موقع جديد للغة الأسس وشفرة الخادم للموقع الجديد مكتوبة بالأسس.
إطلاق نسخة لنظامي الويندوز والماك.
لغات البرمجة الغير انجليزية - صفحة ويكيبيديا
التعليقات