بدأ الأمر بنجاح سلسلة أفلام "أيورن مان" مما جعل شركة الانتاج تفكر في انتاج فيلم "ذا أفنجرز" نتيجة لهذا النجاح الذي حققه "توني ستارك" ومن هنا ولد عالم مارفيل السينمائي وأصبح يتضخم بعدد من الأفلام يزداد كل عام. أفلام تجمع السوبر هيروز ثم فيلم لكل منهم ثم تدخل شخصيات جديدة وتعقيدات جديدة بالقصة وتحجز كل شخصية منهم مكانها في هذا العالم وافلامها الخاصة بها. ويستمر الجمهور في مشاهدة الأفلام لانتظار ما سيلحقها فلكل فيلم جزء ثاني وثالث وكلهم جزء من عالم به فرص لأفلام لا نهائية. في وسط كل هذا تفقد السينما الكثير من الفرص لأفلام أصبحت تدخل في منافسة دائمة مع أحد أفلام هذا العالم وهي بالتأكيد منافسة خاسرة.

ومع اختفاء ظاهرة الأفلام الرومانسية الكوميدية فتح السوق تماما لعوالم من الافلام التى في الاغلب لن تنتهي ونحن أحياء.

لم تكتفى هذه الأفلام بهذا بل اجتذبت لها الكثير من صناع الأفلام الكبار الذين كنا ننتظر أعمالهم. والممثلون أصبح كل منهم يبحث عن دور السوبر هيرو المناسب له. فقليل من ممثلي هذا الجيل لم يشتركوا ولو بفيلم واحد منها.

والوضع أخيرًا أصبح خارج السيطرة تمامًا حيث نكتشف أن عالم مارفيل السينمائي يتكون من ثلاثة عوالم مختلفة تفتح المجال لمزيد من الأفلام ولمزيد من صناع الأفلام الذين نخسرهم وللممثلين الذين لم يجدوا بعد دورهم في هذا العالم. وتحاول "دي سي" أن تنافس "مارفيل" بعالمها السينمائي الخاص الذي أخذ خطوات نجاحه الأولى بنجاح فيلم "سويسايد سكواد" في السينمات وتحقيقه ايرادات تتجاوز ال 700 مليون دولار ومن ثم "ووندر وومن" الذي حقق نجاحا تعدى كل ما سبقه ليحقق ايرادات تتجاوز ال 800 مليون دولار وتستعد شركة الإنتاج لبدأ حملة لترشيحه للأوسكار لجائزة "أحسن فيلم". ونجد مؤخرًا محاولات من شركة "يونيفرسال" في إطلاق عالمها السينمائي أيضًا بإعادة إنتاج لفيلم "ذا مامي".

بمرور الوقت فقدت السينما الحقيقية فرص هائلة فكل دور العرض تتلهف لعرض أفلام مارفيل ودي سي الاستعراضية وما تبعها من موجه من إعادة إحياء للفرانشيز القديمة كـ "ألين" وغيره وبالتالي تقل فرص انتاج فلام أخرى فمن سيلقي بأمواله في مشروع غير مضمون.

البهرجة في الصورة أصبحت تأخذ اتجاهات حادة منذ بدأت تكنولوجيا الثري دي بغزو السينما بداية من فيلم "أفاتار" وما تلاه من موجة من أفلام الأكشن والساي فاي التي تستخدم هذه التكنولوجيا حتى بدأ صناع الأفلام والمخرجين المعروفين باستخدامها في أفلام درامية كـ "ليف اوف باي" لـ "أنج لي" و"هوجو" لـ "مايكل سكورسيزي" و "جودباي تو لانجويدج" لـ "جون لوك جودار".

يرى العديد من صناع الأفلام وعلى رأسهم مايكل سكورسيزي أن السينما تموت. كما يقول العديد من المراقبين ان السينما المستقلة في أمريكا أصبح لا وجود لها فالشركات الكبرى حاولت ونجحت في السيطرة على هذا السوق ايضا فأصبحوا يجتذبوا المواهب الشابة ويعطوهم قدر من الحرية في انتاج ما يريدون ليكونوا بعد ذلك أداتهم في مواصلة السيطرة على سوق الأفلام فبعد ان ينتج كل منهم فيلمه ويحصل على نجاح نقدي معقول تبدأ الشركات بتسليم مشاريع كبيرة لهم فأصبحت أفلام البوكس أوفيس الحالية تلقى نجاحا كبير لدي النقاد وتظل تجتذب أسماء جديدة كانت من الممكن ان يكون لها تجربتها السينمائية المختلفة.