صدر الجزء السادس من سلسلة أفلام الرعب الشهيرة scream في بدايات عام 2023، واستكمل هذا الجزء أحداث الجزء الخامس الذي كان من بطولة كل من الممثلة ميليسا باريرا بدور سام كاربنتر، والممثلة جينا أورتيجا بدور تارا كاربنتر. ونشهد في الجزء السادس انتقالهما لمدينة نيويورك بعد الأحداث المفجعة التي تعرضان لها، ولكن الخطر ينتقل معهما حيث يواجهان تهديد جديد بالقتل من مجهول.

لفت انتباهي في هذا الجزء هو تركيز الفيلم على جانب أخر صادم من شخصية سام. فبعد أن انقلبت حياتها بمعرفتها بأن والدها البيولوجي هو القاتل الشهير بيلي لوميس "أول قاتل في تاريخ السلسلة". اعترفت سام في نهاية هذا الجزء أنه أثناء تصديها للقتلة فالأمر لم يكن مقتصرا على حماية نفسها وأختها تارا، بل أنها شعرت بمتعة عند قتلهم، مما أخافها فكرة أن تصبح كوالدها.

السؤال الذي شغل تفكيري وقتها هل يمكن فعلا أن تكون شهوة القتل صفة وراثية مكتسبة؟ هل يقتل البعض لخلل ما في جين من الجينات الخاصة بهم؟! لم استطع ترك فضولي وحيرتي دون إجابة، فبدأت أبحث ووجدت أنه هناك دراسات بالفعل أشارت لوجود علاقة بين القصور في عمل أحد الجينات عند البعض وزيادة معدلات العنف والنشاط الإجرامي لديهم!

وتناولت دراسة أخرى قرأتها قصة شخص يدعي ستيفن موبلي الذي قتل مدير مطعم بيتزا خلال عملية سطو مسلح في ولاية جورجيا بأمريكا عام 1991. وأثناء محاكمته، طلب المحاميون عمل فحص لموكلهم بحثًا عن طفرة جينية بعينها موجودة في جين يسمي" MAOA gene " وفي حالة وجود هذه الطفرة سيتم تفسير سلوكه العنيف وبالتالي تبرأته. ولكن رفضت محكمتان هذا الطلب لعدم وجود أدلة علمية كافية على هذه العلاقة السببية. وتوقعت صاحبة هذه الدراسة أن يتم النظر مستقبلا بشكل مختلف لهذه القضايا إذا تمكنت الأبحاث أن تقدم أدلة جيدة على تأثير الجينات على العنف.

لا يوجد تأكيد بنسبة 100 % من العلم حول هذا الأمر، ولكن إذا كانت هناك فعلا إمكانية لكون العنف سلوك ناتج عن خلل جيني، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن، ماذا يعتبر الجاني هنا؟ هل مريض يستحق الشفقة والعلاج؟ أم مازال مجرد مجرم يستحق العقاب؟