عندما كنَا أطفال صغار في بداية قصة تعليمنا الشخصيَ والأكاديميَ ونحن نتعلم أن الإجتهاد هو لب النجاح وأن طريق الوصول محفوف بالمخاطر والعقبات ولكننا أحيانًا قد نرى من حولنا من وُهب تفوقًا طبيعيًا أو موهبة فائقة ونرى أيضًا من يقوم بعملنا بسهولة أكبر، وقد نحبط لهذا أو نترك هواية نحبها أو نشعر بسوء ناحية أنفسنا. 

بل قد نرى أيضًا من يتوقف عن بذل الجهد لمجرد أنه ليس موهوبًا بالقدر الكافي من وجهة نظره أو اعتقادًا أن التفوق والتميز في أمر ما هو مكان الموهوبين بالفطرة فقط ولا أعتقد أن هذا صحيح، أليس كذلك؟

قبل فترة ليست بالطويلة عثرت على فيلم Amadeus، ضايقني في البداية أنه فيلم درامي موسيقي كوني لا أميل إلي مثل هذه النوعية من الأفلام، لكن في النهاية قررت مشاهدته بإعتباره يناقش فكرة مهمة في حياتنا ألا وهي الموهبة.

 الفيلم يعد من أفلام الدراما الموسيقية والسيرة الذاتية حيث أنه يعرض قصة حياة الموسيقار الحقيقية مع إضافة عامل من الدراما عليها جعلها ممتعة حتى لو لم تهتم بالقصة الأصلية. 

سأحرق عليكم أحداث الفيلم... ولكن لا بأس المشاهدة تختلف عن سردي للأحداث، الفيلم يتحدث عن قصة رجل لم يكن موهوبًا وكان مدركًا لذلك ولكنه ترك هذا الإدراك يدمر حياته. القصة هي قصة حياة الموسيقار الأشهر موتسارت أو موزارت في بعض اللهجات حيث أن اسمه الكامل هو فولفجانج أماديوس موتسارت، تًحكى القصة من ناحية زميله ومنافسه ساليري والذي يحقد عليه بسبب تفوقه وعدم حصوله على نفس الإمكانات التي حصل عليها الأول.

تظهر موهبة موتسارت منذ طفولته ويبدو كأنه يصل لكل شيء بسهولة ومهارة فائقة ويشتهر شهرة مستحقة وتبقى موسيقاه حية حتى عصرنا الحالي.

أما ساليري زميله الحاقد عليه فهو من صنف المتوسطين المجتهدين الذين مهما اجتهدوا ووصلوا يتفوق عليهم الموهوب بلحظة واحدة ولا يحفظ العالم مجهوداتهم المضنية.

ويمضي الفيلم وساليري يحاول معرفة سر تفوق موتسارت بل ومحاولة إيقاعه وتنغيص حياته ويستمر موتسارت بنجاحاته وموسيقاه تكتسح العالم يومًا بعد يوم 

التقييم الفني : مرتفع للغاية على IMDB يصل الى 8.4

ولكن هل الموهبة شيء حقيقي؟ وهل تغني حقًا عن المجهود المبذول؟ وكيف يستطيع الإنسان أن يصل بجهده متجاهلًا ما وصل إليه الأخرون بمواهبهم فحسب دون أن يلتفت إليهم؟