كنت أقرأ في كتاب استراتيجية المحيط الأزرق للبروفيسرين تشان كيم ورينيه ماوبورون، الكتاب يتحدث عن المحيط الأحمر والذي عرفه بالمحيط الدامي لكثرة المنافسة فيه والمحيط الأزرق الذي هو المحيط الخالي من المنافسة.

 وذكر أنه يمكن للشركات الحصول على محيط أزرق من خلال الإبداع والابتكار لخلق أسواق جديدة واحتياجات جديدة وعميل جديد، يعني الاستراتيجية تدفع للبداية من الصفر ومن المجهول الذي ليس لديك أي علم فيه ويتطلب من الشركة الانطلاق من تعيين حجر الأساس.

في الكتاب لفتت نظري هذا التساؤل الذي كانت البداية منه

*هل توجدة شركات دائمة الامتياز أو الابتكار بحيث تتمكن من الانتصار على منافسيها في كل مرة وإلى ما لا نهاية؟*

هو يفرض أن الشركة حتى تنتصر على المنافسين عليها أن تبتكر أمر غير متواجد في الساحة خدمة أو منتج وهي لن تنجح في ذلك إلا إذا كانت وحدها في الساحة، أنا أرى أن محرك الابتكار في حد ذاته هي المنافسة.

في استراتيجية المحيط الأزرق تحتاج لتنشئة سوق جديد وعميل جديد غير متواجد في الأساس، تستهدف سوق غير معروف في الأساس لدى العميل وحتى العميل المستهدف غامض.

بالمختصر الشركة عليها أن تخلق الحاجة في هذا العميل الغامض مثل اللغز، في استراتيجية المحيط الأزرق حتى عندما تنجح الشركة في خلق الحاجة لدى العملاء لكي تتطور تحتاج لمنافس، في المثال الذي ذكره في الكتاب عن شركة أبل عندما كانت الأولى في إطلاق الهاتف الذي يعمل باللمس، بمجرد تعريف المستهلك وخلق الحاجة لديه لهذا المنتج أي بمجرد كشف السوق الجديدة حتى بدأت شركة سامسونغ في منافسة الشركة على سوق خصب، وقامت بتنسيق المنتج الجديد حتى يكون مناسب لفئتها المستهدفة ولمختلف الفئات لأن الشركة تعمل على استهداف فئات متنوعة من المجتمع ومنتجاتها تناسب كل المستويات على عكس شركة أبل التي تستهدف فئة محددة لحد الساعة.

في السنوات الأخيرة بدأت الحصة السوقية لشركة آبل في التراجع مقارنة مع السابق وبالمقابل ارتفعت الحصة السوقية لشركة سامسونغ وحتى ظهور ماركات أخرى مثل شاومي والتي أثبت نفسها في سوق الهواتف الذكية.

أبل حقيقة في البداية كانت صاحب الابتكار والسوق كان لها، مع عدم التطور لاطمئنانها بقلة المنافسة وأن المنافس أقل منها ساهم في تراجعها وتقدم المنافسين عليها الذين يعملون جاهدا للتطور وتوسيع الحصة السوقية التي اكتشفتها شركة أبل.

المنافسة مهم جدا في عملية التطور والشركة التي تضمن السوق من خلال خطوة الابتكار الأولى التي قامت بها إذا لم تعمل جاهدة على مواصلة السعي ستخرج من المنافسة ومن السوق.

وإذا عدنا للوراء وقمنا بمراجعة تاريخ أغلب الشركات التي خرجت من المنافسة وأعلنت إفلاسها نجد أن تخلفها عن التطور وعدم أخذ منافسيها على محمل الجد هو ما تسبب في خسارتها حتى وإن كانت في البداية تعمل باستراتيجية المحيط الأزرق وأخصبت السوق للمنافسين.

من خلال رؤيتي أرى أن الشركة التي تنتهج استراتيجية المحيط الأزرق يكون عليها ضغط من البداية على طول المسيرة لأنه: 

  1.  لا يكون لها سوق وتحتاج التوعية ونشر الوعي بمنتجها. 
  2. تثقيف الفئة المستهدفة وخلق الحاجة لهم.
  3. خطر عدم تقبل المحيط لما تقدمه.
  4. تحتاج للتطور والتقدم الدائم لتتمكن من المنافسة عند تعرف المنافسين على السوق.

أما الشركات التي تكون في المحيط الأحمر:

  1. السوق يكون معروف والفئة المستهدفة كذلك.
  2. الاستفادة من نقاط الضعف لدى الشركة المبتكرة وتطويرها.
  3. المنافسة تشجعها على التطور والتوسع والتعلم.
  4.  تشعر أنها في خطر وتعمل دائما على الابتكار.
  5. يمكنها التعلم من أخطاء المنافسين.
  6. كذلك التعاون مع المنافسين.
  7. أخذ الأفكار منهم وتعديلها حتى تكون مناسبة للفئة المستهدفة الخاصة بها.

أنت كيف تتخيل الأسواق والمنتجات دون وجود منافسة؟ هل يمكن أن نحصل على الجديد يوميا سواء في الأفكار التسويقية أو في جودة المنتجات دون وجود منافس؟ كيف يكون تطور الشركة بغياب المنافسة؟