طوال قرائتي لمختلف المعلومات والمحتوى
يندر أن أجد إمرأة متميزة الذكاء أو عالمة
هناك إستثناء وحيد تقريبا وهي ماري كوري
هل يدل ذلك على أن الرجل أذكى بكثير من المرأة ؟
قد اتفق معك جزئيا اخي عماد ولكن توجد قائمة طويلة من العلماء النساء الذين ساهمن في النهضة الحضارية التي تشهدها الانسانية حول العالم. اما بخصوص موضوع الذكاء فاعتقد انه نسبي من شخص الى آخر ولا علاقة كونه رجل او امراة.
هذا بالتاريخ لطبيعة الحياة وقتها، فكانت المرأة غالبا بالمنزل وخروجها للتعلم كان محدود، وكانت اهتمامتها مختلفة مركزة عى المظهر والمشاركات الاجتماعية، لكن الذكاء ليس له علاقة بالجنس من الأساس، الذكاء هو صفة فردية ومتعددة الأبعاد، وهو يختلف من شخص لآخر بغض النظر عن جنسهم. هناك نساء اليوم في جميع أنحاء العالم تبرعن في مجالات العلوم والأدب والفنون والرياضيات وغيرها.
فالقدرات والمواهب ليست مرتبطة بالجنس، بل هي تتأثر بعوامل متعددة مثل التعليم، والبيئة، والثقافة، والفرص المتاحة، والتحفيز، والتحصيل العلمي والشخصية. يجب أن نقدر التنوع والتميز في القدرات الفردية بغض النظر عن الجنس، وأن نتجاوز النمطية والتحيزات القديمة.
هذا يعود للسبق التاريخي لخروج الرجل لمجالات الحياة المنفتحة، التي تتطلب النفكير وإيجاد حلول للطوارئ، منذ فجر الانسانية. في حين أن المرأة بقت حبيسة عش الزوجية، مهتمة بالنسل ساهرة على راحة وخدمة الزوج والاسرة، مما نتج عنه تسييد الرجل وترقيق المرأة، ( من الرق) واعتبار مهمتها في الحياة عبر قرون تقتصر على خدمة الرجل. وعوملت النساء كالعبيد على مدى فترات طويلة، وعانت من الوأد، وغير ذلك من المعاملات اللاإنسانية واللاأخلاقية . متى سمح للمرأة بالتعليم؟ متى سمح لها بالعمل الحر لنفسها؟ متى سمح لها بالمشاركة في الانتخابات ( التصويت) ولا زالت حتى يومنا هذا تعاني من مصاعب جمة غير عادلة.
إذن، بالنظر إلى هذا التاريخ المرير للنساء، نفهم سبق الرجل، ونحيي المرأة على ما وصلت إليه، وما حققته في كثير من المجالات الفكرية والعلمية والأدبية وغيرها.
ولكن المرأة في الغرب في هذا القرن على الأقل
كانت تعمل جنبا مع جنب للرجل ..
أما بخصوص قولك ساهرة على خدمة الزوج والأسرة
فلماذا هذه النظرة الناقصة ! والنظر للزواج على أنه عبودية
لماذا لاننظر للزواج أنه تقاسم عبئ وأدوار .. فالمنزل بحاجة لمن يديره ويهتم به .. ولمن يعد الطعام وينتبه للأولاد
أليس الرجل يشارك زوجته في قوت يومه
لا يكفي أن تعمل قرنا واحدا إلى جنب الرجل لكي تطوي القرون السالفة التي سبقها بها. وهذا دليل على أن الذكاء ويقظة الفكر لا يختص بها جنس دون الآخر.
لا أنظر إلى الزواج على أنه عبودية ( أنا متزوجة وأم وموظفة ولي مهام جمعوية، وأنهض بكل أدواري بتفان وإخلاص بمساعدة زوجي، الذي له انشغالاته : عمله بالإضافة إلى أنه كاتب، ومع ذلك يساعدني في أشغال البيت والأولاد ). ولكن أدعوك إلى النزول إلى أرض الواقع ليتبين لك ما تعانيه ربات البيوت من تقتير عليهن من طرف أزواجهن إلا من رحم ربي. وحتى العاملات لا تسلمن من المعاملة السيئة من الزوج. لا أعمم هناك أزواج أخيار طيبو العشرة والمعاملة.
ولماذا تنتظر المرأة أن يشاركها الرجل قوت يومه ولا توفر قوت يومها لنفسها؟
وهل قبل 80 سنة أو قرن كانت المرأة تحصل على فرصة في التعليم؟
جدتي تركت مقاعد دراستها منذ الصف الرابع الابتدائي، اذ كانت من المتفوقات في دراستها ولكن توقفت عن الدراسة نظرًا للعادات والفكر السائد الذي يرى بأن الفتاة لابد أن تتوقف بعد المرحلة الابتدائية و أن تتفرغ لمساعدة أمها فمستقبلها هو الزواج وتكوين عائلة برأيهم!
جدتي أفضل من غيرها، فهنالك فتيات في ذلك الوقت حرموا من التعليم أصلًا. اليوم الأمر تغير الفتا باتت ة تتقلد مناصب عليا وتسافر إلى الفضاء، فمثلا قبل فترة سها القيشاوي من مدينتي والتي تمتلك مهارة تقنية والتي تشرف على رحلات المكوك، تقلدت منصب وكالة ناسا للفضاء
إن كانت المدراس مقتصر فقط على الذكور، فما بالك الالتحاف في مراكز الخاصة بأبحاث العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وهلم جرا. خلاف ذلك من أنّهن أقل ذكاء هو غير صحيح، لا أنكر أنه لهذا اليوم هنالك أفكار مغلوطة لدى المجتمعات وهي ان الفتاة مستقبلها أن تكون ربة بيت فقط.
هذا هو مربط الفرس فعلًا يا هدى. إن تكافؤ الفرص غير موجود حتّى الآن، حتى بالدعم المناسب. فعلى سبيل المثال، ما زالت هنالك مجتمعات غير قادرة على منح المرأة الدور الموازي للرجل، سواء في الإنتاج أو التعليم أو السياسة.. إلخ. في هذا السياق، لا يمكننا أبدًا ان نطلق أحكامًا قائمةً على الإحصاء والعدد. لأن الأمور أبعد من ذلك بكثير. وقراءة الإحصائيّات يعني ضرورة استنتاج الأسباب وراءها، ولا يعني أننا نثبت انتصار فريقٍ على آخر دون الخوض في تحليلات منطقيّة وتاريخيّة حقيقيّة.
التعليقات