لماذا نحن هنا ولما العيش؟ .. ألكل شخص غاية خاصة ام لنا كلنا غاية واحدة ؟ و هل يمكن ان يجتمع البشر اجمع على غاية واحدة!

ماذا اذا كان الوجود للوجود ولا غاية منه؟! .. ولكن يستحيل على عقلي تصديق ان هذا برمته اتى من العدم، او اتى صدفة .. وهذه الفرضية التي تقول بانا اذا اتينا بقرد والة كاتبة و سمحنا لهذه القرد بالكتابة و لكن لزمن لا محدود اي للانهاية سيكتب الى الابد. فسنجد من بين ماكتب احد القصائد لشكسبير. وهذا وليد الصدفة طبعا، حيث ان كل الاحتمالت لترتيب الأحرف ستُكتب بكون هذه العملية تتم في زمن لا نهائي .. ومن ضمنها قصيدة شكسبير. وكذلك كوننا اتى بهذه الطريقة و تشكلت غازات الكون في امد يبعدنا ملايين السنين باشكال واحتمالات لا تعد ولا تحصى و كنا احد هذا الاحتمالات. ولكن تجدها فرضية سخيفة حين يخطر ببالك سؤال كسؤال "ومن اتى بهذا القرد الابله و الالة الكاتبة واخضعهم لهذا الزمن اللانهائي حتى تاتي قصيدة شكسبير؟!"

اذن فالله موجود .. و لكن يظل هذا السؤال قائم؛ لماذا نحن موجودون كذلك؟!.

لنعبد هذا الإله العظيم الذي اتى بكل ما اتى. ولكن أيحتاج الله عبادة مخلوقاته ؟! .. ونرد حاشاه ، فيولد نفس السؤال من رحم الاجابة، فما اذا حاجتنا ولماذا هانحن هنا!

ولكن ما كانت حاجة اينشتاين حين وضع النسبية! .. لا حاجة له. الا انه استخدام للقدرة .. هذا القدرة العقلية التي امتلكها و كانت تفرض نفسها بقوة. هذا الابداع الصاخب في العقل.. هذا اتى بالنسبية. لا الحاجة بل انها الرغبة في التخليق، رغبة استخدام قدرة. 

ولربنا مثلا يليق به.. انها رغبة ومشيئة.. هو اتى بنا لحبه ان يأتي بنا ..لرغبته في خلق خلقٍ يأتونه طوعا ووعيا .. لرغبته في تخليق كيان يكاد يستحيل ادراك تفاصيله، وهو نحن. خلق يملكون ما يعرف بالنفس.. ويملكون هذا الغموض بداخلهم، هذا الذي يشعرنا بان هناك شيئا ما لا ندركه .. شئ اكبر منا، وعلينا ادراكه .. فنصاب بحمى التفكير و البحث.. ونضع افتراضات ونظريات وتخيلات.. و اختراعات واكتشافات، كل هذا في صدد ان نجد اجابات لاسئلة وضعناها لانفسنا. وكله بسبب هذا الشعور الداخلي الذي ينهش ارواحنا من الداخل؛ شعور بان هناك ما يجب ان يُجاب عنه. ولكن مساعينا تتشتت و نصاب بالتيه و نفقد وضوح اسئلتنا ، فنبدأ بالسؤال عن ماهي الاسئلة. كأن بوصلتنا طعتلت.. فصنعنا لانفسنا بوصلات جديده .. واصبح كل منا يمتلك عدة بوصلات وعدة اتجاهات و من تيه الى تيه.

ولان الحق احق ان يُتبع .. فلا سؤال يجب ان يُسأل و لا اجابة احق بالبحث عنها غير اجابة من هو الله! 

و كيف مهية هذا الكيان الذي لا يدرك .. وماذا اراد بنا .. و بما يتكلم ومتى تكلم.. و متى صرنا و كيف صرنا ، محاوله ادراك ما يستحق الادراك بحق. البحث في ماهية الحياة والدنيا بالبحث في سببها وهو الله. هذا ما نحيد عنه وتزوغ ابصارنا. هذا السؤال الذي نستشعره يكمن في اعماقنا ولا ندركه. هذا هو الموضوع ولا موضوعٍ سواه.