- مرَّ الشبيه فانتفضَ القلب، ما بالكِ لو مررتِ أنتِ؟

= ربما كان هذا سبب ضياعنا؛ أنَّك لم تفهم أبدًا أنني بلا شبيهة، قد جمَعَتْ القدرةُ الإلهية كلَّ نسخي الأربعينَ في واحدة، وقد مُنِحتَها؛ فذبَحتْها!

- ما تزالينَ أنتِ؛ الأنثى المستورةُ بغرورِها، المجبورةُ بكسورِها.

= بل المانحةُ كأنها تجسيدُ المواساة، النائحةُ كأنها تجسيدُ المأساة!

- نسيتِ طمَعَكِ!

= هذا اسمه في قاموسكم، في قاموسنا نُسمِّيهِ استحقاقًا.

- استحقاقكِ نَيْلُ كُلِّ شيء؟

= نَيْلٌ فقط، لا داعٍ لذكر (كل شيء) فهو معلومٌ بالضرورة.. نحن النساءُ صاحباتُ مَعَالٍ؛ لا نرضى إلَّا بالمنالِ كُلِّه.. نُنالُ بتطبيبِ خَوْفِنا، وترتيبِ شَوْفِنا، وتهذيبِ سَوْفِنا، نلينُ بعتابِ الوَلِيف، ونرِقُّ بالكَلِمِ الرئيف، نظراتُنا في المحبَّةِ كلمعةِ الاستبرَق، ونظراتُنا في الكراهةِ كطاعونٍ استغَرَق.. ولو مُنِحنَا عَوْنًا، مَنَحنَا كَوْنًا!

- ألا أستحقُّ فرصةً ثانية؟

= كيفَ يكونُ للدهشةِ نُسخَتَيْن؟ وكيفَ يتساوى البناءُ والترميم؟ كيفَ يُقارَنُ (ما تَرَقَّى) ب(ما تَبَقَّى)؟

- سأتغيَّر!

= مثلُكَ يُبَدِّدُهُ تَجَدُّدُه!

- كيف؟

= لأنكَ رجلٌ يعجبُه صيدُ الغزالةِ أكثرُ من تصويرها، ترىَ مِسكَها فوزًا أكبرَ من رَسمِها.. وأنا غزالةٌ أحَدِّثكَ عنَّا.. أَفزِعنا، ولن تنالَنا ما حييت، وإن كانت كل سلالاتِ الغزلان في أحضانك!

- كَيف!

= ليسُ كلُّ تَمَلُّكٍ منالًا!

- وليسَ كلُّ خطأٍ كَبيرة.

= الغرورُ ذاته؛ تطلبُ مغفرتَكَ كأنها استحقاقٌ مفروغٌ منه؛ رجلٌ غرَّتْهُ مهارةُ صَيْدِه، فجرَّتْهُ صلابةُ قَيْدِه.

- الغرورُ ذاته؛ الأنثى المخبوزةُ بفنِّ النظر، الممشوقةُ بكسر الحَذَر.

= كان يعجبكُ هذا؛ أما زالَ.. أمْ زالَ؟

- إجابتي في عودَتِنا.

= إذن نعودُ.. غريبَيْن!

- إذن نعودُ.. غريبَيْن!