ما هو الهدف من أي حوار ؟ .. الإجابة ببساطة هي الوصول إلي الحقيقة .. و إذا كان الهدف هو الوصول إلي الحقيقة فإن الحوار يكون منطقياً .. و إذا كان هناك حواراً منطقياً فلابد بالضرورة أن يكون هناك حواراً لا منطقياً أو لا عقلانياً .. و قد يصادف أن يكون طرفا الحوار لا منطقيين .. و هذا ما يحدث في الحوارات السياسية .. فأنت حين تشاهد مناظرة بين إثنين من المرشحين لمنصب سياسي فلن تسمع إلا التراشقات اللفظية و الهجوم الشخصي .. و الشخصنة في الحوارات لا تقدم أفكاراً .. و أنت كناخب لا يشغلك علاقات المرشح النسائية مثلاً .. و لكن ما يشغلك هو ما الذي سوف يقدمه لك زير النساء هذا .

نوع آخر من الحوارات يكون أحد طرفيه منطقياً و الآخر لا منطقياً .. و أوضح مثال علي ذلك الحوارات الزوجية .. و كل الحوارات الزوجية لا منطقية .. الزواج نفسه لا يحكمه المنطق .. و قد ينظر الزوج أحياناً إلي زوجته و أولاده .. ثم يحدث نفسه " أين كان عقلي حين أتيت بهذه المرأة و أولادها و قررت أن أكفلهم !! " .

 تصور هذا الحوار يجري بين زوجين مثلاً : -

الزوجة : هل إستخرجت إعلان وراثة بعد وفاة والدك ؟

الزوج : طبعا . 

الزوجة: من شهد عليه ؟ زوج خالتك ؟

الزوج : لا أتذكر و لكن لماذا زوج خالتي بالتحديد ؟

الزوجة : لأن زوج خالتي هو من شهد علي إعلان الوراثة الخاص بأبي .

الزوج : و هل بالضرورة أن يشهد أزواج الخالات علي إعلانات الوراثة لأن زوج خالتك هو من شهد إعلان وراثتكم ؟

الزوجة : إذن من شهد إعلان وراثتكم ؟

الزوج : لا أذكر بالتحديد .. قد يكون خالي .

الزوجة : ليس لك إلا خال واحد و لا أعتقد أنه وافق .

الزوج : يجوز أبناء عمي .  

الزوجة : أبناء عمك يقيمون في مدينة أخري .

يبدأ الزوج في فقد أعصابه ..

الزوج : هل تقبلين بأبناء خالاتي .. لماذا تصرين علي زوج خالتي!! .. و لماذا قد نلجأ إلي زوج خالتي بالتحديد و لنا أقارب كثيرين!! 

الزوجة : و لماذا لا يكون زوج خالتك ؟ .. ثم لماذا تخاطبني بهذه اللهجة و كأني لا أفهم ؟ .. و لماذا ينتهي كل حوار بيننا بخصومة ؟

و هكذا تدور كل الحوارات الزوجية .. و أنا أعتقد أن المخطيء هنا هو الزوج و ليست الزوجة .. فمن غير المنطق أن تستخدم المنطق في حوار لامنطقي .