ما رأيكم بفقاعة الفلترة التى تضعنا بها جوجل هل انت مؤيد أم معارض لها؟

ولمن لا يعرف ما الذى أقصده بفقاعة فلترة جوجل فالامر كالتالى جوجل تستخدم 37 Signals اعتماد عليها تظهر لك نتائج البحث أو دعنا نقول تقوم بفلترة نتائج البحث لك أعتمادًا عليها، وهذه الـ Signals لا أحد يعرفها جميعًا فهى تعتبر الخلطة السرية التى تخص محرك بحث جوجل ولكن بعض مهندسى جوجل تحدثوا عنها وذكروا ان من تلك الـ Signals التى تعتمد عليها جوجل لفلترة المحتوى لك هى محل الأقامة، نوع نظام التشغيل، نوع المتصفح الذى تستخدمها .. والعديد من الأمور الآخرى.

وهذا يعنى انه حتى ان لم تكن تستخدم متصفح جوجل كروم ولم تقم بتسجيل دخولك ع حسابك ع الـ Gmail النتائج التى ستظهر لك ستختلف عن النتائج التى ستظهر لصديقك الذى يعيش بقارة آخرى .. وقد تحدث الكاتب Eli Pariser مؤلف كتاب The Filter Bubble، انه قام بالتجربة التالية طلب من أثنين من اصدقائه ان يقوموا باستخدام الـ query \ keyword \ "الكلمة المفتاحية" التالية "Egypt" بمحرك بحث جوجل وكانت النتيجة كالتالى: أحدهم ظهر له نتائج تتحدث عن ثورة ٢٥ يناير بمصر والآخر ظهر له نتائج بحث تتحدث عن السفر السياحى بمصر .. وهذا يوضح كيف تقوم جوجل بفلترة المجتوى.

الشخص الأول كان له أهتمامات سياسية لذا أظهرت له جوجل نتائج تتحدث عن ثورة ٢٥ يناير، والآخر كان أهتمامه بالرحلات السياحية لذا أظهرت له جوجل نتائج تتحدث عن ما يهمه.

-اذا ما الذى يعيب هذا الأمر ؟

قبل انّ نتحدث عن مميزات أو عيوب هذا الأمر أسمح لى ان اوضح لك أمر ما وهو انه ليست جوجل فقط التى تقوم بذلك ولكن العديد من الشركات العملاقة ومنها الفيسبوك تقوم بذلك.. ويتضح هذا الامر بشدة فى الـ Newsfeed التى يتم فلترتها طبقًا لخوارزمية الـ Edgerank .. فالأمر بكل بساطة كالتالى .. الصديق الذى تتفاعل معه ستظهر لك منشوراته أكثر بالـ Newsfeed .. والصديق الذى لا تتفاعل معه سيختفى تدريجيًا.

وهنا تخيل معى السيناريو التالى أحد الأصدقاء نشر منشور عن المجاعات بالصومال يحتوى المنشور ع صورة لأحدى أطفال الصومال .. كم شخص من المرجح ان يقوم بالضغط ع زر أعجبنى ؟ .. بالتأكيد لن يكون العدد كبير .. لذا تدريجيًا سيبدأ الفيسبوك بدفن تلك المنشورات وجميع المنشورات التى على شاكلتها ويبدأ فى ان يظهر لك كل ما تحبه وتعشقة ويعزلك تدريجيًا عن كل ما لا يعجب وقد يشعرك بالحزن.

هذا بالظبط ما تقوم به جوجل تفلتر المحتوى لتجعلك ترى ما تتوقع روبوتاتها بان يكون مثير بالنسبة لك .. بالسابق كان مصدر معلوماتنا هى الجرائد .. وكان الذى يقوم بعملية التنقيح والفلترة هم مُحررى تلك الجرائد فيسمحوا بالوصول للمعلومة الفلانية وحجب المعلومة الفلانية .. ولكن مع دخول وانتشار الأنترنت بدأنا نتطلع الى الحرية .. فالجميع تصور ان الانترنت سيكون نافذة ع العالم بلا فلترة أو حجب .. وتوقعنا انه بفضل الانترنت سنعيش بعصر حرية المعلومات، ولكن للآسف تدريجيًا وبدون انّ نشعر بدائنا نستبدل محررى الصحف بالروبوتات التى تختار لنا ما يجب ان نراه وما لا يجب ان لا نراه .. وبدأ المستخدم يتقوقع بداخل عالم خاص به يشاهد به كل ما يعجبه وينعزل عما يحدث بالعالم الخارجى.

فهل انت مع أم ضد ذلك ؟