كمومط هي مجرّد حروفٍ عشوائية سقطت عليها أصابعي عندما قمت بحفظ الملف ولقد راقني أن أعنون الموضوع بها أيضا.

في فترة من الفترات ابتلانا الله بمدرسة رياضيات ما ان تدخل القسم حتّى ينتشر الظلام والبؤس في كل أنحاء الغرفة ويعم الصمت والسكينة، كنت أسميها عام الحزن، كنا نخافها جدا، بالرغم من أنّ المشاكسين منا يحاولون ابداء ما ليس بهم يعني يحاولون أن يبدون شجعان قليلا لكن آخر ما كانوا يتمنونه هو أن يتورطوا معها -لم يصمد معها أحد سوى عزوز اﻷحمق، تعرفون شيئا أنا أعاني من وسواس قهري في استخدام اسم عزوز هذا في كل مكان-.. أتذكر ذات مرة خرجت لتتحدث مع صديقتها قليلا، صديقتها التي أصبحت عدوتي لاحقا المهم ما ان خرجت حتى بدأ العرس والصخب ينتشر في القسم انتشارا عنيفا، فعادت لاهثة كلهثة أي أنثى نست حقيبتها في الحافلة وحطمت الباب بعنف وأطلقت زئيرها كاﻷسد فتصلّب الجميع كاﻷخشاب وارتدوا معطف الصمت، فما ان كادت أن تخرج مجدداحتّى استأنفنا الحفل، لكن باغتتنا بالعودة المفاجئة فكان أول بهلولٍ تلاحظه يطبل هو أنا. "للأسف نعم أحسست بقدومها، لكن يداي كانتا في ذلك الوقت في السماء وهي تنحدر لأصدر الطبلة الأخيرة لكن :/ عين الشارينغان الخاصة بها سجّلت كل شيء" فلم يكن منها سوى أن تتوعدني بالهلاك وكم كان ذلك قاسيا.. انتشر المرض والكآبة في جعجوعتي وسرت فيه رعشات الكهرباء -تخيل كل شيء سوى المؤخرة رجاءا XD- فانسحبتُ من مقعدي وتبعتها للخارج لتضربني هناك في منئ عن أعين أصدقائي لكنها طلبت مني العودة للقسم لتعاقبني في الداخل -شريرة-

سأختم بهذه القصة معها -لأني لا أتذكر كل شيء- ذات مرة طلبت مني الصعود للصبورة وكانت أول مرة تطلب مني ذلك فاستغربت ونظرت حولي يمنة و شملة ان كانت تقصد شخصا آخر لكن، نعم كانت تقصدني أنا.. طلبت مني أن أقوم بعملية القسمة وأنا لم أكن أصعد للصبورة اطلاقا ولم أكن أعرف ماهو الحجم الملائم من الخط الذي يكتب به النجباء أو من له أقدمية في هذا الشغل -يعني التسكع على المنضدة وكتابة أشياء زعما يحتاجها الطلاب ويستخدمونها لتطوير قدراتهم :p- أوكي بدأت بكتابة الرقم 1 فقالت الحجم صغير اكتب بخط أكبر، حسنا لامشكلة محيت ذلك الواحد وكتبت واحدا أكبر منه، كأكثر طفل مطيع في العالم.. قالت بصوت عالٍ: صغييير قم بتكبيره قم بتكبيره!! استغربت لأنه بدا لي كبيرا هذه المرة لكن لابأس محيته وكتبت واحد أكبر منه وكانت ملامحي آنذاك، ياللبلاهة، كنت بهلولاً. قالت بصوت أعنف من الأول صغيييييير أكبر أكبر وهي تحاول قدر المستطاع أن تتمالك نفسها بسبب الهرومونات التي تتناطح في كينونتها وتدفعها لتدميري!! هنا أحسست أني غبي منذ البداية، وأني لم أفهم رسالتها من الأول، فمن البداية كان حجم خطي أكبر من اللّازم ومن البداية كانت تقصد اهانتي، ولهذا السبب ربما اختارتني أنا من بين الجميع ﻷطلع للصبورة لتلهو قليلا، تعبت من هذا الدور السخيف الذي فرضته علي فجأةً، أغمضت عيناي، أمسكت الطلاسة ومسحت كل الخربشات التي كتبتها سابقا ﻷفسح المكان ﻷكتب أكبر رقم واحد رأته في حياتها، قامت الظلال بالإنسدال على القسم ولم يكن يظهر شيء سوى أسنان قرش بيضاء تلمع في عتمة المشهد يعني ابتسامتي الشريرة شيرارارارا،أمسكت قطعة طباشير ورسمت نقطة وسحبتها لأقصى نقطة في الصبورة هبوطا لأسفل نقطة وهاهو الواحد الذي تبحثين عنه فانفجر القسم بالضحك وانكسر الصمت، وتم استنشاق اﻷكسجين وهي.. سأدع العنان لخيالك عزيزي.

وفي مرة أخرى مع أحد الأساتذة الذين يعانون من أمراض نفسية خطيرة وارتفاع حاد في مستويات الإيجو عندهم، كان هذا اﻷستاذ يرى نفسه شخص مهم!! ولكم كنت أكره هؤلاء، خصوصا وأنه من الفئة التي يتبعها الظلام والمرض أينما حلت، لا يستطيع شخص منير ومضيء مثلي أن يجتمع بهم في مكان واحد -أعتقد أنّ هذا الوصف كاف لكي لانغرق في التفاصيل- المهم ذات مرة تصادفت أنا وصديقي مع اثنين من أبناءه جاءا ليدرسا في المؤسسة التي بجوارانا وكانا في نفس عمرينا تقريبا، وكنت أتمنى لو ينزلقا بالكلام ويقولا شيئا خاطئا لنجده ذريعة لعقابهما لأنهما كانا هادئين جدا كالفتيات وكان ذلك مقززا جداً، فبدأنا بنبش واستخراج كل الدفائن وكل العصائر السوداء التي تسري في عروق أبيهما، عصرنا أدمغتنا جيدا لكي لا ننسى شيئا، راحة بالغة أححسنا بها آنذاك خصوصا أنهما تجاوبا معنا.

لكن انه الهدوء الذي يسبق العاصفة، اذ في الغد ولحظة دخوله القسم بوجهه المكهفر دخل وهو يرتجف لعدم قدرته على تمالك غضبه الشديد، بدأ فمه بالاتساع لتنبعث منه الغازات السامة تمهيدا لدوي صوته الذي يشبه صوت الرعد: أنا سيئ ها؟ أنا كذا كذا ها.. الخ

حسنا حسنا البارحة تجرء وغدين بالذهاب لولدي -وبدأ يحكي ما حصل- من هما هذين السافلين (لم يستطع مواصلة الكلام من شدّة التأثر) يااااااع -يصرخ كدراغون بول زعما- اللّذان تجرءا على اغتيابي مع أولادي؟؟ [وهو يروح ويجيء على المنضدة ويرتجف جراء الجرعة الكبيرة من اﻷدرينالين التي يشهدها جسده في هذا الوقت] أقسم أقسم بالله العلي العظيم لولا يخرجان الآن ويعترفا (في أحلامك) فإني في الغد سأحضر أولادي لهنا وهو يشير بيديه مشكلا أقسى توعدات للعذاب رأيتها في حياتي.. -أعترف أنّ الخوف دمّر كل ما أمتلكه من خلايا صالحة في داخلي آنذاك، ياالهي ماهذه الحصة ماالذي يجري؟؟؟ من المفترض أني أتيت هنا ﻷدرس؟!- لكن الآن أحاول أن أتخيل كيف كانت لتكون ردّة فعله لو خرجنا اليه وكيف كان سيعاقبنا ليشفي غليله زعما، حسنا سأقف وأنكّس رأسي وأتجه نحوه كالمنكسر الذليل الندمان وهو كالعنكبوت يقوم بخطفي في لمح البصر و.. لا لا هذا قليل بل بمجرد أن يبدأ جسدي بالتخلي عن الكرسي اذ بالسواد ينتشر في عيناي كآخر شيء يسجله دماغي ﻷنه على اﻷرجح سيكون محطما مع الحائط الذي بجانبي ههههـ نعم هي أشياء تحدث. المهم ما حدث أنه أعطانا مهلة للغد.. فقمت أنا وصديقي تلك اللّيلة بصلاة الاستخارة وصلاة المضطر وكل ما يتعلق من أحاديث في شأن ملاقاة العدو وغيرها، وفي الصباح وبدون أن يخبرني تشجّع صديقي المخلص -يجدر الذكر أنه أشجع وأشهر فتى في المؤسسة في تلك الحقبة :"(- تشجّع وأخبره بكل شيء.. فلما لاحظت أنه لم يحدث أي شيء سألته مالذي حدث فأخبرني :) وأنا أتساءل الآن مالذي كنت أتوقعه سيحدث آنذاك ﻷني لم أحرّك ساكنا، المهم أريد أن أخبره أنه لو تغلط معي الآن سأحذفك من الخريطة ههههه lol

سأكتفي بهذه سأكتفي بهذه لا تقلقوا، أنتم تعلمون أنّ عزوز غبي أليس كذلك؟ لكن هذا ليس مقصودي، المهم جل المؤسسات تقريبا كما تعرفون يجب أن يكون هناك شخص خطير يعمل في الطاقم الإداري، كان هذا الشخص هو رئيس المراقبين أو سيادة المدير نفسه أو.. (تين تين وكأني أقول كلام بذيء الآن) كشفني الـ(تين -- تين) ذات يوم خلسة وأنا بصدد تقديم يد المساعدة لصديق في حال يُرثى لها -كان المسكين في قاعة الاختبار ونفذت به السبل واذا بي عن طريق الصدفة اهبط من الدرج بعدما ملأت ورقتي بما لذّ وطاب من الاجابات، جلس في المقدمة في مكان يسمح له بإطلاق بصره للساحة- المهم بدأت ألقي عليه أشياء يحتاجها.. وفي ذلك الوقت كان هناك شيء سيء يزحف خلفي دون أن أدرك وبسبابته فقط وببعض اﻷلفاظ استطاع أن يدمّر كينونتي بالكامل، ما أخطرها من كلمات -تعال الى هنا- ردد جسدي االمتصلّب تلقائيا -لن أتعال اليك سأتعال الى الدرج- وبخوف كبير وكاّن الجن استحوذ على جسدي، تلك العبارة -تعال الى هنا- لاتريد أن تغادر جسدي.. صعدت للدرج بخوف كبير وبدأت في الركض في الممر -الكولوار- في الطابق الثاني وأمر على الأقسام التي كان الهدوء ينتشر فيها بسبب انهماكهم في الامتحان، كانت أبواب القاعات مفتوحة وكان الجميع بما فيهم اﻷساتذة ينظرون الي ويتساؤلون ما به هذه المجنون يجري غير آبهٍ بازعاج الطلاب في امتحاناتهم الغبية، تارة أجري وتارة أنحني على ركبتي وتارة أقف ﻷرى احداثياته الأخيرة، يا الهي مالذي ينبغي علي فعله الآن )": عندما أقف وأجري، هو في اﻷسفل كان يجري أيضا بالتوازي معي بحيث لن أفلت منه، ما ان أهبط في احدى الجهتين الّا واتراه أمامي أنقذف عليه ويلتهمني، هكذا يظن السخيف.. قمت بالوقوف في أحد الزوايا ﻷجعله يراني ويسجّل احداثياتي كآخر مرة، بعدها انحنيت بسرعة هائلة وبمشية البطة أجري كالصاروخ وأختار احدى الجهتين التي تقودني للأسفل.

بعد وصولي للأسفل ألصقت جسدي للحائط كما يفعل اللصوص وابتلعت ريقي، بعدها أخرجت جزءا من رأسي وقذفت عيناي للساحة فعادت مخبرة اياي أنه وسط الساحة وعيناه لاتزالان في اﻷعلى في آخر مكان شاهدك فيه، قام دماغي بحساب المسافة وكافة التفاصيل، وقالت رجلاي اعتمد علينا فصنوصلك حتما للخارج، فلم يكن من يداي سوى أنها تتوعدني أنها لن تتدخل أبدا. حسمت أمري و قذفت نفسي للساحة مغمض العينين كأي منتحر لحظة قفزته اﻷخيرة، بدأ المشهد في التباطؤ وبدأ جسدي يشكل ذبذبات في شباك ذلك العنكبوت ممّا دفع جسده للإستدارة الي وأنا أخترق الهواء كأنه فلم ثلاثي اﻷبعاد، كان وجهه وكلماته التي يقذفها علي بالتصوير البطيء، كالحمم البركانية تطاردني لكنها لا تستطيع بلوغي كان كل شيء كالضباب، المسكين لازال يحاول -تعال الى هنا-