أعذروني لوضع الموضوع في المجتمع العام، فهو للتسلية وحسب :)
وفجأة سقطت!
في الحادية عشر من عمري في الصف الثالث الإبتدائي كنت من هواة تسلق الأشجاء سواء أشجار الجوافة وأشجار النخيل وغيرها، كنا نذهب أنا وأخي لشجرة نخيل في القيلولة لنتسلى عليها حتى العصيرة تبلغ تلك الشجرة العشرة أمتار نتسلق نحن الإثنين وبقية أبناء الحي ينتظروا إلقاء الثمار من أعلى وقانون الحاجة أم الإختراع أدى بنا إلى استخدام أحد أنظمة الروافع وهي البكرات لرفع وتنزيل المستلزمات من وإلى أعلى الشجرة كنا نسخدم حبل وأحد أفرع الشجرة كحلقة الرافعة بحيث نقوم بإنزال أكياس الثمار عند الإمتلاء ورفع زجات الماء لمواصلة المُهمة وفي أحد الأيام كنت وأنا في الأعلى وضعت قدمي على أحد الأفرع الهشة فإنكثرت وبدأت بالسقوط الحر ليتسارع مُعدل السقوط لجسمي بدافع الوزن وقوى الجاذبية مع الدوران بزاوية 90 درجة إلا أن أفقت وأنا مُقبلاً الأرض، لا ألم لا شيء يُذكر لا أتذكر الللحظات أثناء السقوط فهي لحظة قصيرة وجاءت فجأة ولكن لم أستطع القيام ونظرت ليدي لأجد الإبهام يعتلي كفة اليد فقد وقعت في وضعية تمرين الضغط فأخذت يداي أغلب الصدمة والباقي توزع على أنحاء الجسد وأخي في الأعلى مُعلق بين مشهد السقوط وإنتظار والتفكير في عقابه لأنه الأخ الأكبر وبعدها تم نقلي للمنزل ومنها إلى المستشفى ليتم علاجي لأعرف فيما بعد أن لدي نزيف داخلي وشعر في عظام الحوض وكسر في كلتا اليدان بالإضافة لتوقف حركة الأمعاء، كان المُقرر إنتظار فترة 3 أيام حتى يُرى هل ستعمل الأمعاء أم لا فإن لم تعمل سيتم عمل فتح إستكشافي –يعني فتح بطنك لتحديد موضع الخلل الغير معروف يعني أخر محاولة :)- مرت الثلاث أيام ولم تعمل الأمعاء قال الطبيب سننتظر يوم أخر قبل الفتح والحمد لله نجوت من سكاكينهم وعملت الأمعاء مجدداً، مكثت مدة في المستشفى بين عدة خراطيم متصلة من كل جهه أحدهما للدم والأخر للجليكوز وأخر في يمر في الأنف لا أعلم وظيفته وأخر لتصريف البول، وبعدها إنتقلت للمنزل للمكوث به لمدة شهرين مُستلقي على ظهري لا أتحرك ولكن هيهات كان يتم تركي في غرف بها تلفاز ومعه جهاز تحكم عن بعد وفي منتصف اليل لا يكون أحد بجاني وأحتاج لتشغيله والتنقل بين القنوات فأتحامل على نفسي لتشغيل الجهاز وإحضار المُتحكم وأعود مجدداً، لم أمر مُطلقاٌ بالأرق بقدر ما مررت به هذه الأيام كنت لا أنام وأظل مُستيقظ فترات طويلة رغم أن طبيعتي من الكُسالي كثيري النوم ولكن هكذا جرت الأمور وفجأة سقطت!
@ZaidEd بالنسبة لعملية السقوط من المرتفعات فأغلب الظن أن العقل يفقد وعيه أثناء السقوط الحر، فتجربتي أني لم أتذكر لحظات السقوط، وفي أغلب الأحيان الحوادث الخاطفة والسريعة لا تسبب أثر ألم بقدر ما تسبب إصابات خطيرة ولكن يبدأ العقل بإستشعار الألم تدريجياً رويداً رويدا.
@MR_HIDE رُبما نطرح باقي السلسة :)
التعليقات