احببت ان اشارككم بقصة كتبتها في إحدى المجلات العربية المختصة بعلوم الحاسوب (Network SET) منذ خمس سنوات تبين بشكل بسيط مضحك كيفية نقل الملفات بداخل الحاسوب عبر الشبكات, حيث انني اعمل على هذه القصة منذ نشرها لتصبح فيلم ثلاثي ابعاد, واترككم مع القصة حتى لا اطيل :

مقابلة حصرية ولأول مرة مع ملف حاسوب

0100101010010

مرحبا واهلا وسهلا بكم سأبدأ بالتعريف عن نفسي إليكم وانا عبارة عن ملف نصي اسمي هو (CH) وانا انتمي الى عائلة (txt) وابلغ من السعة 1 ميجابايت ولكن مايميزني هو انني اخيرا سأروي قصتي لكم عبر هذه المجلة الرائعة, وذلك كما اخبرني صديق لي كان دائما متابعا لها ويقرأ كل عدد منها واسمه (adobe reader) الأمر الذي اثار الفضول بداخلي لكنني بالحقيقة لا استطيع القراءة حيث انه كما تعلمون عني فقط اقرأ ما يكتب بداخلي, وتوجد هنالك العديد من البرامج المعالجة للنصوص (اسميها احيانا مستشفيات) والتي تستطيع قرائتي.

والان اتمنى ان لا اكون قد اطلت عليكم في التعريف عن بنفسي ولكن لا اعلم من اين ابدأ فهذه هي التجربة الأولى في حياتي التي استطيع من خلالها التكلم, فقد تم انشائي في عام 1986 على جهاز حاسب آلي وقد كنت اعيش على القرص الصلب واذكر آنذاك انه عندما كان يأتي أمر بنقلي او بقرائتي كنت اعاني من ذلك المعالج العجوز البطيء (رحمه الله) ولكن مما اذكر انه لم تكن آناك اي وسيلة لنقلنا (انا وغيري من الملفات الاخرى) من جهاز لآخر إلا عبر وسيلة النقل العام (floppy disk) ونعم اعترف ببطئ هذه النقليات تبعا لقلة حجمها الذي بالكاد يتسع لي ولا توجد لديه القدرة على نقل الكثير منا لأنه دائما يقول لا توجد اماكن اخرى (A disk is full or write protected) ولكن اذا اقتضت الحاجة الى نقلنا يجب ان ادخل اولا فيما يسمى ببرنامج ضغط (WinZip) وهذا عبارة عن شخص لديه خبرة طويلة في التعامل مع دائرة الجمارك (محرك الFloppy) ودائما كان يقوم بتهريب ملفات بضعف حجمي في ملف واحد تحت عائلة تسمى بـ(.zip) ولا تتجاوز سعة هذا الاخير نصف سعتي (لا ادري كيف كان يهرب الملفات), وبعد ذلك الامر بمده سمعت بأن المعالج العجوز قد انتهى امره حيث اصيب بالزهايمر وبدأ يفقد ذاكرته, الامر الذي جعلنا جميعا نستخدم الكثير من وسائل النقل العام لننتقل الى جهاز حاسوب جديد حيث انه من شدة الاستعجال تم تقسيمي الى قسمين كل قسم بقرص وانا الان احدثكم عبر قسمي الاول ولا ادري اين قسمي الاخر (الى الان ابحث عنه).

وهكذا تم نقلنا الى جهاز حاسوب جديد ذو معالج مطور حيث انه بالبدء عند وصولنا إليه اخذ يطرح علينا أسئلة كثيرة وكان دائما يقول : هذا الامر ليس بيدي ولكن لكي استطيع الاجابة على اسئلة المستخدم وما فاجئني دائما هو تلك السرعة التي تنتقل عليها الملفات من جهاز لاخر عبر ما يعرف بالاقراص المدمجة (CD) واخبرني ملف اخر بأنه عندما يتم نقله عبر هذه الوسيلة هنالك درجات ومقاعد محجوزة مسبقا لكل ملف حسب اهميته طبعا ولكن تشترك جميعها بآلية الدغدغة الليزرية (العدسة) وركوب الملاهي الدوارة (دوران القرص اثناء قرائته او نسخه), ولكن انا اختلف عن الجميع حيث انني لم اجرب تلك الوسيلة بل خضت تجربة اخرى.

بيوم من الايام جاء الامر اخيرا بنقلي من هذا الحاسب الى اخر عبر ما يسمى بالشبكة (ethernet) واذكر ان جميع الملفات الاخرى قاموا بتهنئتي لذلك (بعضهم حسدني) وجاء ذلك اليوم الذي سوف انتقل فيه لتبدأ رحلة طويلة لم اكن اعلم بأنها شاقة.

وبدأت الرحلة حيث انني وصلت الى المطار (كرت الشبكة NIC) وقمت بقراءة التعليمات الخاصة بالسفر والتي تكون على مرحلتين تبدأ في عملية التشفير (التحول الى نبضات كهربائية) ومن ثم الركوب بالحافلة (الكيبل) حتى الوصول الى الجهة المحددة, وبطبيعة الحال تم تشفيري وتحويلي لأدخل من بعد ذلك الى عالم الانتقال بالشبكات وخوض تجارب بتلك التكنولوجيا حيث ان جميع درجات السفر موحده ولا يهمهم ما كنت عليه بل ما انت عليه الان والفرق بينك وبين غيرك هو من خلال نوع الحافلة المستخدة فهنالك العديد والعديد منها, واخيرا وصلت الى الجهة المقابلة حيث انها لم تكن الوجهة التي اريد بل هي محطة مركزية رئيسية عملها هو توزيع الملفات وارسالها الى الجهة المحددة لها وبالتأكيد لم اكن املك الخيار بتغيير الوجهة لأن عصيان الاوامر يؤدي بي الى السجن (سلة المهملات).

وهكذا اصبحت هذه الوسيلة (الشبكة) معروفة وتعد من افضل طرق التنقل واكثرها امانا وتمتاز بالسرعة والخدمات التي يقدمونها لك اثناء السفر وما يميزها تقديم المشروبات والمأكولات الشهية (فحص الفيروس, الترتيب, الحماية) وبت انتقل من وجهة الى اخرى عبر الحافلات (الكوابل) فمنها من هو بطيء ومنها السريع وتصنف تبعا لحجم قطر النفق (Catageory) ومنها من هو سريع حيث انني بالكاد اذكر تلك الاجزاء من الثانية عند الانتقال بها فهي تستهلك ثانية واحدة لنقل مائة ملف بحجمي (100base-T) والسبب من وجهة نظري بهذه السرعة هي إزالة جميع نقاط التفتيش على الطريق وجميع كاميرات السرعة ولهذا اصبح السائقون (Carriers) يقودون بنا بسرعة جنونية وبدقة عالية دون اية حوادث (Collusions).

ومن جهاز لآخر ومن حافلة لأخرى حتى وصل بي الحال الى تجربة النقل بالحافلات الضوئية (Fiber Optics) حيث انك لا تستطيع ان تصل لمقعدك ففي كل مرة استخدم هذه الوسيلة ادخل الى الحافلة لأجلس على مقعدي ما ان اعبر المدخل حتى يبلغوني بوصولي الى الوجهة الاخرى وخابت كل امالي بتجربة الجلوس على تلك المقاعد الجلدية الفاخرة فكل من كان يجلس عليها هم من اصحاب الاحجام الثقيلة والتي ظننت انهم يعملون بوظائف مهمة او لديهم واسطة كبيرة ولكن السبب وراء جلوسهم هو كبر حجمهم.

وكان لي الشرف باستخدام وتجربة جميع وسائل النقل واصبحت انتقل من بلد لآخر بكل سهولة وحتى انني استخدمت الطائرات (WiFi) للإنتقال, وتوالت عمليات النقل الى الان حيث انه لزم نقلي من موقع المجلة لاستقر على اجهزتكم دقيقة او اقل وانتم الان تستمتعون بقرائتي واتمنى ان اكون ضيفا خفيف الظل على اجهزتكم والتي اعدكم بأني لن افعل اية مشاكل فقد اصبحت كبيرا في السن واتمنى ان لا تنقلوني الى سلة مهملاتكم فأنت تحتاج الى ثانية لحذفي ولكن فكر بكل ذلك الوقت وتلك التكنولوجيا التي استخدمتها للوصول إليك.

01001010101100101010

نقل بتصرف من :

العدد السادس