أفكّر بالتاريخ على وساعته وبما مرّ به من أحداث مثيرة وربما مخيفة أو جميلة أو أحداث حروب أو اختراعات ولحظات مفصلية للدول والمجتمعات والأفراد، من بين كل ما مرّ في التاريخ، ما هي الفترة التاريخية التي تتمنى وتحب أن تعيشها ليوم واحد؟
ما هي الفترة التاريخية التي تتمنى وتحب أن تعيشها ليوم واحد؟
لأني مصري سوف اختار عصر بناء الأهرامات، لأن في ذلك الوقت كان هناك تغليب للعلم والمعرفة في مصر، وكانت مصر تحمل شعلة الحضارة.
أخشى أننا لو رجعنا لهذا العصر لكنا من العبيد الذين يعملون في بناء الأهرامات ورفع الحجارة.
لكن السؤال فعلًا، هل كان المصريون يدركون حينها مدى عظمتهم وأنّ التاريخ سيخلدهم كحضارة مذهلة؟ أم كانوا يعيشون حياة والسلام؟
العبيد لم يبنوا الأهرامات وتلك خرافات تروجها دولة الكيان المزعوم الغاصب لكي يكون له حق العودة من النيل للفرات، وأرجوا منكي في تلك النقطة تغليب الأدلة العلمية وليس الأساطير الدينية التي يروجها اتباع هذا الكيان الغاصب.
لكن السؤال فعلًا، هل كان المصريون يدركون حينها مدى عظمتهم وأنّ التاريخ سيخلدهم كحضارة مذهلة؟ أم كانوا يعيشون حياة والسلام؟
أكيد كانوا يدركون، فكان في تلك الفترة كل جيرانهم ينعمون في الفشل والجهل والمرض ومصر كانت تحمل شعلة العلم.
العبيد لم يبنوا الأهرامات وتلك خرافات تروجها دولة الكيان المزعوم الغاصب لكي يكون له حق العودة من النيل للفرات
إذا لم يكن العبيد هم من بنوا هذه الأهرامات إذا كيف يمكن تفسير بناءها؟ بعمال عاديين برأيي هذا الأمر قد يغدو صعباً جداً لأنه سيتنزف موارد الدولة المالية بشكل لا يُوصف وبشكل لا تقوى عليه وتحسب حسابه حتى ميزانيات الدول الحالية إن كان سيتم بناءه بذات الطريقة، أشعر بأن فكرة وجود عبيد يبنوا لقاء الطعام والشراب فقط هي الفكرة المنطقية الوحيدة التي تفسّر لي هذا العمل الكبير، بل شاسع الضخامة للحضارة المصرية. وبالعموم حتى ولو كان طرحي وطرح رغدة صحيحاً لا أفهم كيف يمكن لأي عدو أن يأخذ وجهة نظرنا ويحولها لنقطة أفضلية في حربه معنا! الزمن السابق كان مليء بهذه الظاهرة في العالم كله وليس فقط في مصر!.
من قال ذلك؟ لم يكن هناك تغليب للمعرفة، بل هناك تغليب للهندسة والأساطير والفلك في تلك الفترة، زجميعها كانت محصورة فقط بالمقتدرين الذين يستطيعون تحمّل تكاليف العيش بدون أعمال مرهقة شاقة، لو أعدت إلى ذلك الزمن كل ما ستناله هو المساواة مع الجميع، حيث أن الحميع كان في حالة عبودية عمل لا تنتهي بلا أي جني إلا ثمار اليوم القليلة، ولكن تصوير الوثائقيات والأفلام ينحصر على الجميل من الأمور، ولذلك نغتر كثيراً بهذه الفتؤات ونعتقد أننا سنعيش عظمتها بالرجوع إليها.
تغليب للهندسة والأساطير والفلك
لا أحد يبني الاهرامات ويبحث مثل تلك التماثيل، ويؤسس دولة قبل مفهوم الدول، ويؤسس قوانين بناء علي أساطير، التقدم العلمي هو مفتاح اي حضارة كانت علي وجه الأرض؛ اما سبب دمار الحضارات هو الإيمان بالأساطير والخرافات وتغليبها علي العلم.
جميعها كانت محصورة فقط بالمقتدرين الذين يستطيعون تحمّل تكاليف العيش بدون أعمال مرهقة شاقة
اي عصر قبل عصر القرن العشرين هو عبارة مجموعة من الأعمال المرهقة والشاقة، وانا لو سأعود الي هذا العصر اريد ان التحق بمدرسة عند الكهنة، أريد ان اتعلم أمور مثل سر التحنيط، والرياضيات والفلك منهم، أريد ان افهم نظرتهم للحياة، ولن أعود لكي أعمل نحات او مزارع.
حالة عبودية عمل لا تنتهي بلا أي جني إلا ثمار اليوم القليلة
حتي في العصر الحاضر الكثير من الناس ما زالوا يعانوا من تلك النقطة بسبب عدم عدالة توزيع الثروات، مع اننا وضعنا الحال أفضل.
التعليقات