في البداية تتعلم,,,,.. ثم.....
العبارة جدا معبرة والفكرة لطيفة
فعلا نحن بحاجة للتعلم قبل الكسب، وإذا استمرت رحلة لتعلم ستستمر رحلة الكسب والربح على كافة الأصعدة وليس فقط الجانب المالي
التعلم هو الرحلة التي لا تنتهي حتى نغادر هذه الأرض.
التعلم هو الرحلة التي لا تنتهي حتى نغادر هذه الأرض.
نعم بالتأكيد فالعلم هو القاعدة الخرسانية التي بنيت عليها حياتنا هذه الأيام, ولقد تغنى أشهر الشعراء بالعِلم، وأثبتوا وجوده ودوره المهم في المجتمع، ومنهم الشاعر أحمد شوقي
- قُم للمُعلِّمِ وفِهِ التَبجيلا *** كادَ المُعلمُ أنْ يكونَ رسولا
- أعَلِمتً أشرَفَ أو أجلَّ من الذي*** يبني ويُنشئُ أنفَسًا وعقولا
- سُبحانكَ اللهم خيرَ معلمٍ
- علَّمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى أخرجت هذا العقل من ظُلماته *** وهديتهُ النورَ المبينَ سبيلا
وبكل تأكيد حاجة الانسان للعلم ماسةٌ فهي ضرورةٌ لتيسير العيش ، كما أنَ للعلم آثاراً بالغة الأهمية في حياة الفرد والمجتمع ، وركيزة أساسية في تقدم الأمم والحضارات ، فما سادت أمةٌ على أخرى إلا بالعلم
الأزمة في هذا السياق يا صديقي هو ما يأتي فيما بعد، فبعد أن يجني المرء الأرباح ممّا تعلّمه خلال الفترة الماضية، تنقسم نوعية الأشخاص إلى نوعين؛ نوع يفضّل الاكتفاء بهذا السيناريو، ويستمر في المستوى الذي وصل إليه من التعلّم لأنه يربح بما يكفيه الآن، ونوع آخر أفضّله أنا، نوع لا يكتفي أبدًا بما وصل إليه، وعلى الرغم من أنه سعيد جدًا بقدرته على التعلّم وجني المهارات اللازمة لجني الأرباح، فهو يعمل على الاستثمار في نفسه، ويتسمر في استقصاء المعلومات والمهارات من أجل صقل مشروعه الشخصي الذي بدأه. لذلك السبب أرى أن المكسب هنا قد يكون سلاحًا معكوسًا لفقد الشغف، وهذا هو أخطر ما في النجاح، وما يجعله معلّمًا سيّئًا في بعض الأحيان، حيث يشعرنا بأننا اكتفينا، وأن الطموح قد نضب.
أتفق جداً ،ربما يأخذ التعلم سنوات طوال، وقد نبكي من فقدان الشغف وهبوط الهمة في كثير من الأوقات، لكننا كبشر لا نتعلم إلا عندما نتألم.
لكن هناك كارثة تكمن في العبارة نفسها، وهو فكرة التوجيه أن" تعلم اليوم حتى تحصل على المال غداً "، أحيان كثيرة يُفقد هذا الأمر بوصلة نجاحنا، فإذا تعلمت لكي أحصل على المال فقط، فلن أصل لدرجة الإتقان التي أرغب بها. وحدث هذا من واقع خبرتي، لكن عندما أقنع نفسي بأن أتعلم حتى أحصل على خبرة أكبر ومجال أحب العمل فيه، هذا لا يجعل المال الهدف الرئيسي من التعلم وحينها نحصل على نجاحات كبيرة. يمكننا إسقاط الأمر نفسه على الكُتاب، ف الكاتب الذي يكتب لأجل ما يحب، يُبدع ويستمر في الكتابة سواء حصل على مالٍ وفير أم لا، على نظير من يكتب لأجل المال، في الأغلب تقف المهارات عند حد معين، ويحتاج إلى جهد أكبر للوصول إلى درجة كفاءة للكاتب الأول، وربما ينصرف تماماً عن الكتابة، لأنها لا توفر له الدخل المرغوب.
فهل التعلم طريق لأجل المال فقط؟
اتفق بأن التعلم يجب أن يكون من أجل حب الشيء الذى يساهم فى تحقيق أعلى النجاحات، واستغلال المواهب فى تطوير الذات بشكل كبير، ولكن دعينا لا ننسى بأننا فى عالم مادى رأسمالي فهناك الكثير من الأشياء فى حياتنا الشخصية والعامة تعتمد على الماليات بشكل أساسي، والتي بدورها تشكل ضغوط نفسية ومعنوية للشخص نفسه، بل أيضاً كانت الماديات حافزاً شخصياً للكثير من الأشخاص من أجل التقدم فى حياتهم، فأتذكر بأنى سمعت من قبل عن قصة أحد الأشخاص الذى ذهب إلى البنك لكى يستعلم عن رصيده بالبنك فوجده 5 دولارات وهو مبلغ ضئيل للغاية، فأخذ يفكر فى الأمر وسأل نفسه لماذا يجب عليه أن يستمر فى هذا الوضع السيئ..؟، ثم أخذ قرار بأنه لن يهدأ له بال حتى يجعل فى رصيده مبلغ 5 مليون دولار، وبالفعل وضع الخطة المناسبة والهدف، وبدء فى التنفيذ وما هى إلا سنوات قليلة حتى استطاع الحصول على هذا المبلغ الكبير، وهذا خير دليل على أن الماديات فى حد ذاتها قد تصبح محفز قوى لتحقيق الأهداف.
أعتقد بأن التعلم ليس بالشيء السهل فى الكثير من الأحيان فهو موضوع يحتاج إلى وقت وجهد وصبر ومثابرة وتحمل جميع مصاعب الحياة النفسية والمادية والمعنوية، فنرى الكثير من مدربين التنمية البشرية اليوم يوهمونك بتحقيق ثروة ضخمة مثل أشهر رجال الأعمال مثل إيلون ماسك، وجيف بيزوس وغيرهم.. إلخ، ولكنها مجرد أوهام على أرض الواقع فالناس مشغولون بتلبية متطلبات بيوتهم وأبنائهم فى ظل وضع إقتصادى سيئ لا يرحم أحداً، هذا بالإضافة إلى المشاكل الموجودة بداخل العمل، والمشاكل الأسرية وغيرها من الأمور التي لا توضع فى الإعتبار، وأتذكر من فترة شاهدت الكثير من قنوات اليوتيوب لعدة أشخاص وليس شخص واحد، والتي تقول بأنه يمكنك ربح ألاف الدولارات من النت فقط حينما تعمل كمستقل وتمارس العمل الحر فأنك سترى الكنز المدفون الذى لا يراه الكثير من الناس، ومنهم من يظهر لك الكثير من الأموال فى يده، وحينما بدأت فى مجال العمل الحر وجدت بأن كل هذا مجرد أوهام وهراء، فأنى أرى عدد ضخم من الناس يتسابق على مشروع واحد فقط بمبلغ مادى ضئيل، وفى الحقيقة فالعمل الحر بداياته أصعب بكثير من العمل على أرض الواقع فمن أجل أن تثبت نفسك لابد أن تتعب بشدة حتى تجعل لنفسك مكان وسط المستقلين، ولذلك فأنا أرى بأن التعلم لابد يكون بناء على هدف قوى ورؤية واضحة للشخص قبل أى شيء وليس مجرد تعلم وخلاص لأنه إذا كان شيء عشوائي فقد يجعلك فى النهاية تدور حول نفسك وتحبط من كل شيء فى الحياة.
فنرى الكثير من مدربين التنمية البشرية اليوم يوهمونك بتحقيق ثروة ضخمة مثل أشهر رجال الأعمال مثل إيلون ماسك
هم لا يوهمون بل يدعون بطريقة ما للاحتيال، لأنهم فعلا جنوا ثروات من خلال بيع دورات تبلغ راتب أو حتى راتبين للناس البسطاء.
وهناك أمثلة لمدربين جنوا أموال طائلة وسافروا إلى بلدان أخرى .
المشكلة الحقيقية فى أنهم يستغلون الناس، ويلعبون على نقطة البحث عن الشغف وهى من أكبر الأوهام فى الحياة الواقعية، فلو افترضنا بأن الإنسان سوف يبحث عن إيجاد شغفه لمده طويله من الزمن فذلك معناه بأنه سيقضى حياته كلها لا يفعل أى شىء سوى البحث عن شغفه، وبالتالى تضييع سنوات حياته هباءا بدون فعل أى شيء، وهناك بالفعل من يقع في هذا الفخ لسنوات عديدة، وأتذكر بأنى ذات يوم سألت دكتور فى الجامعة فى هذا الشأن وهو مدير قسم التسويق فى شركة يونيفرسال المصرية فقال لى بأنه يجب عليك المحاولة وتجربة كل الذى يناسب شخصيتك وحياتك لأنك لن تعرف شغفك أبدا إلا حينما تحاول وغير ذلك هو مجرد مضيعة للوقت.
التعليقات