لي تجربة جيدة جداً مع المستقلين على الإنترنت عموماً، لا سيما خمسات، والحقيقة أن خمسات ساعدني لإنجاز عشرات المهام وبأسعار منخفضة، وإن كان بعض الخمساتيين لا حلّ معهم إلا الذبح على الطريقة الداعشية!
فخمسات، مليء بالأكفاء الذين يمكن الوثوق بهم والتعامل معهم كأصحاب مهنة حقيقيين، لكن الوصول إليهم ونكشهم يحتاج لتبذير الكثير من المال و"آلاف أطنان الساعات" للعثور عليهم، عادة ما تخرج من التجربة بشكل عادل، تحصل على الخدمة بسعر سوقها الأصلي، إذا ما أجريت عملية حسابية بين سعر الخدمة التي أنت راض عنها والخدمات المريعة التي دفعت لها ولا تستحق مجرد أن تنظر إليها، على أنك تخسر الوقت.
عموماً، وحديثاً تقريباً، تشجعتُ لدفع مبالغ أكبر قليلاً بغية الحصول على منتج أفضل بوقت أسرع، وواحدة من تجاربي البائسة إلى حد قاتل، كانت طلب برمجة موقع عبر "مستقل".
المستقل، بدأ بشكل جيد إلى حد كبير ببرمجة الموقع الذي طلبته، ثم بدأ مزاجه يتدهور شيئاً فشيئاً، إلى حين بدأ يبتزني، مستغلاً "حسن النية" الذي عاملته به.
حسن النيّة هذا -وليس أبداً "غفلة"، أو "دروشة"، أو "طيبة في غير محلها"، إنها حسن ظن فقط -هو أمر سائد عند البشر عموماً، حتى في تعاقداتها، وعادة ما يشار لـ"حسن النية" حتى في العقود الرسمية بين الأطراف.
ولأني لمستُ جدية إلى حد ما بعمل الرجل بداية، وكانت فترة عيد الأضحى، قررتُ كبادرة تشجيع أن أعطيه فترة العيد استراحة، من غير أن يطلبها، وأخبرته أنها لن تحسب ضمن فترة العمل حتى يطمئن للتقييم، كما قمتُ باستلام الخدمة التي تبلغ قيمتها 500$ ليستلم المبلغ، قلتُ قد تساعده في العيد ليفرح مع عائلته.
تدهورت الأمور بعد ذلك بشكل متسارع للغاية بعد العيد مباشر، وبشكل فجائي تقريباً، حتى طلب الرجل تقييماً للخدمة قبل أن يسلمني العمل!
وهل يطلب شخص ما تقييماً للعمل قبل تسليم الخدمة إلا إن أراد تقييما ممتازاً بالإجبار ؟ هنا حكم على الثقة بالإعدام!
حاولت قدر ما أستطيع - وأنا لا أستطيع كثيراً في مثل هذه الحالات - ألا ننزلق لمزيد من الخلاف، حتى لا أخسر العمل، لكن عبثاً، وتوقف عن العمل حتى أضع له التقييم، هنا، تواصلتُ مع إدارة مستقل، وكان قد مضى 14 يوماً وأكثر على تسلمه المبلغ، أي أن فترة الضمان قد انتهت!
الإدارة وجدت أن مبررها للمساعدة انتهى بانتهاء فترة الضمان، فأكثر ما فعلته -بظني- أنها أرسلتْ له رسالة وديّة تطلب منه أن ينهي "المشكلة" معي، وصلى الله وبارك.
عاد الرجل، وأرسل لي رسالة يسألني عن المشاكل في البرمجية، فأرسلتُ له.. لكن "هذا وجه الضيف".
بعد فترة أكتشفْ أن إدارة "مستقل" قامت بحظر الرجل!
وهنا، تموت حتى رغبتي بالمحاولة معه مجدداً رغم فساده، ولو أن أدفع له مبلغاً صغيراً لتشجيعه لتسليمي العمل الذي أحتاجه، ما دام أني خسرتُ مالي وخسرته، لكن الآن لم يعد ممكناً لي التواصل معه لأني لا أعرف وسائل تواصل أخرى معه، وقد غيّر اسمه على الموقع حتى.
أنا دفعتُ 500$.. لم أحصل على أي شيء مقابلها سوى الانتقام بتقييم سلبي (هذا لا يفيدني أصلاً)، قدمتُ شكوى ولم تتعامل معها الإدارة بالقدر الكافي من المسؤولية بتقديري، وإلا لكانت اكتشفتْ أن الرجل غير أمين وغير عفيف قبل وقوع المزيد من الضحايا الذين كشفو لها ذلك، وحظرته على إثرها.
500$ بالنسبة لي ولأمثالي ثروة، ليس مبلغاً صغيراً أو يمكن رميه لمستقل لا كرامة له، وكل ما يمكنني فعله هو الانتقام بتقييم!
أخيراً، بالإضافة إلى أني أطلب من إدارة مستقل، ألا تغفل ضمان ما بعد فترة الضمان، بتقديم تعويض ولو أن يلزم بصرفه داخل مستقل على الأقل، بالإضافة لذلك؛ يجدر بها التدخل لرفع سوية الأعضاء وتعزيز أمانتهم وحسّ الكرامة والعفّة لديهم، من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية، تسويق الناجحين والأمناء والأكفاء، على حساب الفاسدين والتنابل، لا أعرف ما الآليات لعزيز ذلك، لكن يمكن الاستعانة بخبراء بهذا الشأن لابتكار وسائل ترقي مجتمع العمل الحر عبر الإنترنت، والذي تعمل حسوب عبر منصاتها لتصدره عربياً.
التعليقات