صديقتي المقربة منذ الطفولة التي شاركتني أجمل الذكريات وأسرار الطفولة، قررت معها دخول عالم العمل المشترك بحماس كبير، ظننت أن صداقتنا الطويلة ستجعل من المشروع رحلة سهلة وممتعة، لكن الواقع كان مختلفًا، وجدنا أنفسنا أحيانًا نتجادل حول تفاصيل صغيرة كانت تبدو بسيطة، وأحيانًا صعب علينا أن نفصل بين دور الصديقة ودور الشريكة في العمل، كانت تجربة مليئة بالتحديات والضحك أحيانًا، لكنها علمتني أن الصداقة ليست دائمًا ضمان لنجاح الشراكة، فهل تعتقدون أن العمل مع الصديقة المقربة فرصة تستحق المجازفة، أم أنه قد يكون خطرًا على العلاقة؟
العمل مع صديقة أسوأ قرار اتخذته، هل الصداقة تفسد الاتفاقات؟
في الحقيقة تجربتي كانت مختلفة تماماً، فصديق الطفولة والذي يربطنا كل الود والإحترام، عندما عملنا في مكان وأحد عندما كبرنا، كانت أفضل تجربة مررنا بها، كان هناك تفاهم بيننا، وكان هناك تضحيات لإنجاز العمل في الوقت المناسب.
لذا ربما تجربتك مختلفة بسبب الشخص نفسه، وليست كفكرة يمكن تعميمها.
لذا ماذا إذا كان هناك تفاهم حقيقي بينكم في العمل، فهل كانت تجربة العمل مع صديقتك مختلفة؟!
بكل تأكيد التفاهم يحدث فرقًا كبيرًا وتجربتك صراحة مميزة وتعكس حظًا رائعًا ما شاء الله، لأنني نادرًا ما أرى علاقة صداقة تنجح في إطار العمل، خصوصًا في شراكات المشاريع، فنحن نشعر وكأننا ممزقون بين مشاعر الصداقة ومتطلبات العمل، فنراعي بعضنا أكثر من اللازم أحيانًا، أو نتجنب المواجهة حرصًا على العلاقة، وهنا تبدأ التحديات الحقيقية.
اعتقد انه يجب وضع عقد واضح لهذه الشراكة منذ البداية ربما هذه النقطة كانت غائبة عنكن بحكم المودة وهذا جيد ولكن يجب فصل الصداقة عن الشراكة وهذه معاناة اوسع ربما تمتد لصراع بين الأخوة مثلا في شراكة ما.
حلها تحديد النقاط المشتركة وتفصيل كل شيء ولا يجب الخجل في التعاطي أو السؤال أو استفسار وعندنا مقولة شعبية بدك تخسر صاحبك دينو ،اي اقرضه المال هههه
وعندنا مقولة شعبية بدك تخسر صاحبك دينو ،اي اقرضه المال هههه
نفس الشيء تمامًا عند السفر مع الأصدقاء فجأة تجد نفسك تكتشف طباعًا لم تكن بالحسبان، فهذا لا يستيقظ إلا بعد الظهر، وذاك لا يرضى إلا بمطاعم خمس نجوم، والثالث يختفي وقت دفع الحساب 😅 الصداقة تختبر فعلًا في تفاصيل الحياة، سواء في الشراكة أو السفر، والحل فعلاً مثلما قلت هو تحديد النقاط المشتركة وتفصيل كل شيء بوضوح من البداية بدون خجل أو مجاملات زائدة، لأن العتاب بعد فوات الأوان لا يُرجع لا صديق ولا ذكريات جميلة.
الصداقة عمقٌ إنساني، أما الشراكة فمساحة من التوقعات والمسؤوليات والرؤي المشنركة ،والجمع بينهما يحتاج إلى وعي ناضج بحدود كل دور. فالعمل لا يختبر الكفاءة فقط، بل يختبر الصبر والمرونة والقدرة على إدارة الخلاف دون أن يُخدش الود. نعم، يمكن أن تكون الشراكة مع الصديق فرصة ذهبية، لكن فقط إن سادها الوضوح، والاحترام المتبادل والتوافق في تحديد كل المسؤليات والأدوار لأدارة العمل .
بعد تجربتي أعتقد وبدون تعميم طبعًا، أن علاقة العمل مع الأصدقاء غالبًا لا تنجح والسبب أن بعض الأمور، مثل توزيع المسؤوليات أو التعامل مع المال أو حتى طريقة اتخاذ القرار قد تسبّب توترًا أو سوء فهم، ومع الوقت تبدأ العِشرة تتأثر لأن الصداقة قائمة على العفوية، أما العمل فمحكوم بالوضوح والحزم، والجمع بين الاثنين يحتاج وعيًا عاليًا من الطرفين، وهو أمر نادر الحدوث للأسف.
إنها واحدة من أهم قواعد الأعمال، لا تتشارك مع قريب أو صديق مقرب، سيفسد العمل وتفسد صداقتكما.
حدثت معي تجربة مشابهة لعمل يجمعني بأخي، مشروع صغير كنا على وشك إطلاقه، وبعد عام بدأت الأمور تتعقد، وزادت المشاحنات بيننا، فاخترنا الانفصال بهدوء حتى لا تتوتّر العلاقات الشخصية بيننا.
وحدث أيضا موقف مشابه لعمل مع صديق مقرّب لي، حتى اقتنعت تماما بأن العمل مع القربين ليس الاختيار الأفضل تماما، فليس هناك ضمان أو تأكيد بأن العمل سيستمر بنفس الوتيرة لفترة طويلة، بالطبع سنتعرض لصعوبات، والصعوبات التي يكون المال جزء منها تكون أصعب بكثير، لذا فلا داعي لذلك من البداية.
التعليقات