ما هو أفضل مدى زمني للتخطيط لأعمالنا في العمل الحر؟

وما هو نوع التخطيط الزمني المناسب لكم ولماذا؟

كم جرّبت الخطط السنوية والنصف سنوية وحتى وصلت في النهاية إلى أن أضع خطط أسبوعية ولم يُفلح أي شيء نهائياً في تحقيق ما كنت أطمح إليه فعلاً من الخطة، أعلى تقدير وصلت إليه لهذه اللحظة هو أن أتمّ 80% فقط من الخطة الموضوعة والمصممة، هذا طبعاً دون أن نُغفل الوقت الذي نضيّعه في تخطيطنا لهذه الأمور، في تلك الأيام شعرت بأنني أفشل بسبب الكسل، لكن هذه ليست الحقيقة، تنبّهت إلى ذلك بقياسي لمدى عملي، أي المتوسط الحسابي لعدد ساعات عملي على الخطة في الاسبوع، تفاجئت بأنني أبذل جهوداً مضاعفة ولكن ما يعرقل هذه الجهود الظروف المفاجئة وهنا بالضبط خطر لي، أننا حين نرسم دروباً تفصيلية محكومة بأوقات معيّنة نحن نغفل أهم شيء يجب أن لا نغفله نهائياً وهو مسألة الظروف المفاجئة وواقع الحياة الفعلي، لا يمكنك أن تعرف ما الذي سيحصل غداً لا على صعيد الأمور الكبيرة التي تغيّر مسار الحياة ولا على صعيد الأمور الصغيرة التي تشكّل ضغوطاً عليك تحول بينك وبين الانتاجية، ولذلك قررت الامتثال لمعلومة كنت قد سمعتها مراراً وتكراراً ولكن لم أنفّذها يوماً، بأن على طريقي في الحياة لا أن يحكمه الوقت والتخطيط بالـ deadline بل بمسألة أخرى كنا قد قرأناها سابقاً أنا وأنت بكل تأكيد في الكتاب الشهير العادات السبع للناس الأكثر فعالية: الأهم ثم المهم، المُهم أن نُدير أولوياتنا لا أن نخطط دروبنا، ولذلك صرت من ذلك الوقت أقوم بذلك يومياً، في كل صباح أحدد أولياتي والأمور الثانوية، أبدأ بالأولويات دائماً وأفعل ما استطيع أن أفعله فقط.

كيف يمكنني الاستفادة من هذا الأمر بالدرجة القصوى؟ أن أحدد الوجهة الأخيرة وأسأل نفسي فعلاً، ما هي السبع خطوات الصغيرة التي أستطيع فعلها الأن، أدوّن ذلك، ثمّ أفرز المهم والأهم وأبدأ بالأهم، حين أنتهي من سبع خطوات، أنتقل لسبعة أخرى، لا يمكن أن أحيد عن هدفي لإنني حددت الوجهة ولا يمكن أن أتأخّر لإنني أعمل بشكل متواصل، بالتزام عالي ولكن بدون ضوابط وقت لا تقيم اعتبارات للمفاجئات وخاصة في مسألة العمل الحر.

بالنسبة للعمل الحر يحتاج إلى تخطيط قبلي، لكن ليس لمدة طويلة، لأن العمل الحر تكون فيه متغيرات تجعل الإنسان لا يمشي في نفس النهج وحسب المتطلبات الخارجية، بالنسبة لي التخطيط في العمل الحر يكون عبر دورات قصيرة المدى،تحتاج إلى المراجعة بين الفينة والأخرى.

قبل الشروع في الإجابة أود أن أسألك يا علي.. كيف تخطط أصلاً لأعمالك الحرة سواءاً على المدى القصير أو الطويل؟

ما هي نوعية التخطيط وطريقته وبعض الأمثلة عليه من واقع تجربتك؟

أود حقاً اكتساب بعض الإفادة حول هذا الشأن.

مرحبا علي،

شكرا على مشاركتك الرائعة.

بصراحة، أثرت عدة نقاط تستحق التفكير فيها خاصة بالنسبة لي. هل تمانع مشاركة اسم الpodcast التي تشاهدها، لعلي أجدها مفيدة لي.

رأيي هو أن نوع المجال سيغير من المدى الزمني الأمثل للتخطيط:

في مشاريع الكتابة الأدبية مثلا، التخطيط بشكل أسبوعي وربما شهري قد يكون الأمثل، حيث أن هناك مواعيد نهائية قصيرة الأمد ولا يمكنني التنبؤ بطول مدة المشروع.

أما في مشاريع التصميم الجرافيكي، فالتخطيط لفترات طويلة مثل ستة أشهر أو حتى سنة قد يكون أمثل، حيث يتطلب المشروع التخطيط المسبق والتعاون مع العملاء والموردين.

وكذلك في كل نوع من أنواع العمل الحر.

يمكننا مثلا تقسيم التخطيط الزمني إلى أنواع مختلفة حسب المدى الزمني الذي يغطيه كل نوع، ويمكن اختيار النوع الملائم وفقًا للأهداف والمتطلبات الشخصية:

1- التخطيط السنوي: يغطي المدة من بداية السنة وحتى نهايتها. يمكن استخدام التخطيط السنوي عندما تكون لدينا أهداف واضحة ومحددة للعام المقبل، ويمكن تقسيم هذه الأهداف إلى أهداف فصلية أو شهرية.

2- التخطيط النصف سنوي: يغطي المدة من بداية السنة وحتى منتصف العام أو منتصف العام وحتى نهاية العام. يمكن استخدام التخطيط النصف سنوي عندما تكون لدينا أهداف واضحة للفترة المقبلة، ولكننا لا نريد الالتزام بتخطيط لمدة عام كامل.

3- التخطيط الفصلي: يغطي المدة من ثلاثة إلى أربعة أشهر. يمكن استخدام التخطيط الفصلي عندما تكون لدينا مشاريع قصيرة المدى تحتاج إلى تخطيط محدد لفترة معينة، أو عندما نعمل في مجال يتطلب تحديث المهارات بشكل مستمر.

4- التخطيط الأسبوعي: يغطي المدة من بداية الأسبوع وحتى نهايته. يمكن استخدام التخطيط الأسبوعي عندما نحتاج إلى تنظيم أعمالنا اليومية، وتحديد الأولويات والمهام الأساسية التي يجب العمل عليها في كل أسبوع.

أنا أرى أن التخطيط الزمني ليس شيئاً ثابتاً، ويمكن تعديله وتحديثه بشكل منتظم بناءً على احتياجاتنا وتطورات العمل. ويجب أن يتم تخطيط الوقت بطريقة منظمة ومتزامنة مع أهدافنا وأولوياتنا الشخصية والمهنية، وعدم الالتزام بنوع معين من التخطيط إذا لم يكن مناسباً.