كيف يمكن لعلم النفس العكسي أن يلعب دورًا في بيئة العمل الحر؟

ومن رأيك هل كنت تتوقع أن الشخصية كما أوضحت سابقاً هي السبب أم هناك سبب آخر من رأيك؟؟!

شكرا أخ رياض، معك حق أن للشخصية دورها في التفاعل مع الحدث، وهنا تنتصر الشخصية على الأمر، وفي نفس الوقت ينتصر الأمر على الشخصية وفق نوعها! لعلك تعتقد انني اتناقض؟ لا صديقي سأوضح ما قصدت بمثال:

الانسة ابتهال سالم تعمل موظفة في ادارة الملفات العاجلة، اخبرها المدير انها لم تعد قادرة على انجاز المهام الموكلة وتسبب في ابطاء العمل وبل تتلقى المؤسسىة وابلا من التعليقات السلبية! لا تهملي انجاز 20 معاملة في الساعة او أن تقدمي طلب تدوير عمل!

ما هي النتيجة:

ابتهال غرقت في البكاء الشديد والرجاء من المدير ان يمنحها الفرصة الأخيرة لكي تعمل ما يمكن، وقالت أنها تمر بظروف صعبة للغاية اثرت عليها. في الحقيقة هي تقوم بعملها على أكمل وجه ولا تمر بأي ظروف لأنها ليلة أمس كانت تحتفل في نادي الهواة بعيد ميلادها الثلاثين! ما نوعية الشخصية من الأربعة التي تفضلت بذكرها؟

ابتهال قالت للمدير، عفواً، أنا أقوم بالمهمة الموكلة لي وبل أعمل على عدم ترك العمل قبل انجاز كافة المعاملات واتلقى ثناء وشكر من العملاء من خلال الرسائل التي تصلني مباشرة ولم اتلقى اي احتجاج. ربما هناك من لا يهتم بعمله ولكن ليس أنا، ويمكنك تدويري من الآن، فهذه فرصة لاسجل بصمتي في مكان آخر واكتسب تجربة اضافية وسأكون أكثر قوة وتفاعل. هنا نلاجظ ان رد الفعل العكسي جاء مباشرة والنتائج التي رغب في تسجيلها المدير جاءت بعكس ما رسم لها او توقع. ما هي هنا نوعية شخصية ابتهال والمدير

ابتهال سكتت ولم تعقب أبدا .. والمدير طلب منها عمل تقرير وافادة عن عملها خلال الثلاث شهور الماضية. ايضا هي لم تعقب. وفي اليوم التالي قدمت استقالتها وتركت له افادة تقول فيها: تعلمت أن اعمل بجدية وبأمانة ولم أتعلم أن أكون دمية فالمال في كل مكان وكرامة الانسان هي أثمن من اهدارها! ما رأيك؟

ومن رأيك هل كنت تتوقع أن الشخصية كما أوضحت سابقاً هي السبب أم هناك سبب آخر من رأيك؟؟!

أعتقد أيضًا ان الشخصية هي العامل الوحيد لنجاح هذا التكتيك، فحتى علماء النفس يقولون أنه ينجح فقط مع هؤلاء الأشخاص الذين يشعرون بتهديد لإحساسهم بالحرية ولهذا يعانون من عدم الراحة التي تحفز على إعادة تأسيس تلك الحرية من خلال القيام بعكس ما أُمِروا به أو الذين يميلون إلى عدم الاتفاق مع ما يقال لهم أو مع الأوامر التي يتم إعطاؤها لهم فيحاولون القيام بالعكس من أجل تأكيد استقلاليتهم وزيادة شعورهم بالسيطرة.

وأعتقد أنه قد يكون فعالًا في حالات كثيرة وهناك أمثلة كثيرة على هذا بالفعل، ولكن أعارض استخدامه في بيئة العمل تمامًا، فأعتقد أن هذا لن يكون احترافيًا على الإطلاق ويسبب انعدام الثقة بين العميل والمستقل!