إذا كانت منصات المشاهدة على الإنترنت تعاصر تطورًا عملاقًا، فإن منصة Netflix تعتبر واحدة من المنصات التي تترأس القائمة. ونظرًا لاهتمامي الكبير بها خلال الفترة الماضية، فقد لاحظتُ تطورًا كبيرًا في استراتيجيتها التسويقية لفت انتباهي.
استراتيجية مسبقة لتحليل السوق المستهدف:
منذ ثلاثة أعوام تقريبًا، أخبرني أحد الأصدقاء أن منصة Netflix تبحث في الشرق الأوسط عن مجموعة من كتّاب السيناريو الجدد، حيث أنها تسعى إلى جذب المزيد من المستخدمين في هذا النطاق الجغرافي بالمحتوى الذي يناسبهم.
خلال هذه الفترة لم يشغلني الأمر، ولم يكن في حسباني كتابة السيناريو من الأساس. وبعد فترة من الوقت، وبعد أن قرّرت المنصة إعادة حساباتها في هذا الصدد، تم وضع المسألة في سياق آخر من قبل المنصة.
نظرًا لأن المنصة لم تجد ما طمحت إليه من أفكار تجذب المشاهد العربي، ونظرًا لأنها تعمل على توسيع نطاق منتجاتها الفنية، فقد وجّهت أنظارها إلى كتّاب المحتوى بدلًا من كتّاب السيناريو، حيث أنها بدأت في جمع الريفيوهات والآراء الخاصة بهؤلاء الكتّاب لتكوين وجهة نظر تسويقية حول ذائقة المشاهد في ذلك النطاق الجغرافي وخلفيته.
وفي أكتوبر 2019 أعلنت منصة Netflix فعلا عن حاجتها إلى كتّاب محتوى لهم خلفية في كتابة الريفيوهات والنقد السينمائي، ولهم معرفة متقنة باللهجات العربية لتقييم المحتوى، على أن يكونوا متقنين للإنجليزية أيضًا.
من هذا المنطلق، وعلى الرغم من أنني للأسف لم أقدم على المشاركة في هذه التجربة، فإن الآلية التي اتبعتها المنصة تعتبر واحدة من أبرز الآليات الترويجية، حيث أنها استطاعت من خلال تقييم المحتوى أن تستهدف النماذج الأمثل للإنتاج، والتي تضمن استهداف المستخدمين في النطاق الجغرافي بسهولة، تبعًا لسلوكهم وميولهم.
بالنسبة إليكم، هل تجدون أن منصة Netflix حققت نجاحًا بهذه الاستراتيجية؟ أم أن محتواها الموجه لمجتمعنا العربي لا يعبر عنه حتى الآن؟
التعليقات